ومستقرّ شوكة الإسلام وقوّته من بعد ضعفه ونَأنَأَته ۱ طَيْبةِ ۲ المباركة ، والخمس التي هي مدّة اللبث في الدوران المستأنف أخيرا هي زمان خلافة أمير المؤمنين عليه السلاموستّة أشهر من زمان أبي محمّد الحسن عليه السلام .
هذا ما استفدته من سياق الحديث وأوردته في معلّقات الصحيفة الكريمة وأفدت المتعلّمين إيّاه ملاوة ۳ من الدهر . وإنّ قاطبة أصحاب عصرنا وأبناء زمننا ـ إذ لم يكن لهم قسطٌ صالح من التحصيل ـ ضلّوا هنالك عن السبيل ، وتاهوا تيهانا بعيدا ، فصحّفوا معناه تصحيفا سحيقا ، وحرّفوا مَغزاه تحريفاً محيقا . ۴
ولْنَطْوِ الآنَ كشفَ الذكر عن هذا النمط من القول ، ولنرجع إلى حيث فارقناه ممّا نحن في سبيله .
المسلسل
هو ما تتابع ۵ فيه رجال الإسناد عند روايته على قول ، ك «سمعت فلاناً يقول : سمعت فلاناً يقول : سمعت فلاناً» إلى ساقة السند ، أو «أخبرنا فلانٌ واللّه ، قال : أخبرنا فلانٌ واللّه » إلى آخر الإسناد . ومنه «المسلسل» بقراءة سورة الصفّ .
أو على فعل ، كحديث التشبيك : يقول الصحابي : سمعت من رسول اللّه صلى الله عليه و آلهالحديث وقد شبّك أصابعه ، وكذا التابعي يقول : سمعته من الصحابي وقد شبّك
1.في حاشية «أ» و «ب» : «في حديث أبي بكر : طوبى لمن بات في النأنأة ، أي في بدء الإسلام حين كان ضعيفا ، قبل أن يكثُر أنصاره ونأنأتُ عن الأجر نأنأةً إذا ضعفتَ عنه و عجزتَ النهاية» . انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ۵ : ۳ ، (ن . أ . ن . أ) .
2.اسم مدينة رسول اللّه صلى الله عليه و سلم .
3.الملاوة ـ بتثليث الميم ـ : البرهة من الدهر .
4.في حاشية «أ» و «ب» : «إمّا على صيغة اسم المكان من حاق به الشيءُ يحيق ، أي أحاطه ونزل به ، وإمّا فعيلُ محقه يمحقه أي أبطله . (منه مدّ ظلّه العالي)» .
5.في «أ» : «يتابع» .