«من بيته كذا» بالموحّدة قبل المثنّاة من تحتُ قبل المثنّاة من فوقُ ، وإعجامِ «ذال» كلمة الإشارة من بعد كاف التشبيه . ثمّ لم يقنع بفضائح هذه القراءة ، بل زاد في طنبور الفضيحة نغمةً ، فقال في شرحها : إنّه صلى الله عليه و آلهكان عند دخول بيته يقدِّم رجله اليمنى ، وعند الخروج من داره رجله اليسرى .
ولقد كان بعض أصحابي في مُحتفَل الدرس ومَحفِل الاستفادة قد سار في قراءة العبارة هذا المسيرَ ، فزجرته ورفعت عليه الصوت ، وغلّظلت عليه القول ، وبيّنت الأمر وهديته السبيلَ وقلت : هي ثنيّة بالثاء المثلّثة قبل النون ، ثمّ الياءِ المشدّدة المثنّاة من تحتُ ، معناها العقبة ، ۱ سمّيت بها ؛ لأنّها تتقدّم الطريقَ وتعرض له ، أو لأنّها تَثني سالكها وتَصرفه ، ومنه قولهم : فلان طلاّع الثنايا ، إذا كان ساميا لمعالي الامور .
«وكداء» ـ بالمدّ وإهمال الدال بعد الكاف المفتوحة ـ : الثنيّة العليا بمكّة ممّا يلي المقام ، وهي المعلاّة . و«كُدا» ـ بالضمّ والقصر ـ الثنيّة السفلى ممّا يلي باب العمرة ، قاله ابن الأثير وهو الصواب .
قال : «وأمّا كُدَيٌّ ـ بالضمّ والتشديد ـ فهو موضع بأسفل مكّة» . ۲
وقال المطرّزي : «كَداء ـ بالفتح والمدّ ـ هو جبل بمكّة ، وكُدَيٌّ ـ على تصغيره ـ جبل بها آخَرُ» . ۳
وفي دروس شيخنا الشهيد في كتاب الحجّ :
ويستحبّ عندنا دخوله من ثنيّة كَداء ـ بالفتح والمدّ ـ وهي التي يُنحدر منها إلى الهُجون مقبرةِ مكّة ، ويخرج من ثنيّة كُدا ـ بالضمّ والقصر منوّنا ـ وهي بأسفل مكّة . والظاهر أنّ استحباب الدخول من الأعلى والخروج من الأسفل عامّ . وقال الفاضل :
1.في حاشية «ب» : «وقال ابن الأثير في النهاية : الثنيّة في الجبل كالعقبة فيه . وقيل : هو الطريق العالي . (منه دام ظلّه)» .
2.النهاية في غريب الحديث والأثر ۴ : ۱۵۶ ، (ك . د . ا) . وفي النهاية : «وتشديد الياء» .
3.المغرب : ۴۰۳ ، (ك . د . ا) .