الإمّعة ـ بكسر الهمزة وتشديد الميم ـ الذي لا رأي معه ، فهو يتابع كلّ أحد على رأيه ، و«الهاء» فيه للمبالغة . ويقال فيه : إمَّعٌ أيضاً ، ولايقال للمرأة : إمَّعة . وهمزته أصليّة ؛ لأنّه لايكون إفْعَلٌ وصفاً» . ۱
ويقرب منه ما في صحاح الجوهري :
«يقال : رجل إمَّعٌ وإمَّعة أيضاً للذي يكون لضعف رأيه مع كلّ أحد ، ولايكون إفْعَلٌ وصفاً ، وقول من قال : امرأة إمَّعة ، غلط ، لايقال للنساء ذلك» . ۲
وفي قاموس الفيروزآبادي : «الإمَّعُ والإمَّعةُ كهِلَّعٍ وهِلَّعَةٍ ، ويُفتحان ، ولايقال : امرأة إمَّعة . وتأمَّع واستَأمَعَ صار إمّعة» . ۳
وبنوا عصرنا هذا أكثرهم هناك من التصحيف لفظاً ، أو معنى في مَتِيهَة تَيْهاءَ .
ومنها : في كتب الحديث عن عبد اللّه بن مسعود : إنّ امرأة سألته أن يكسوها جلباباً ، فقال : إنّي أخشى أن تَدَعي جلباب اللّه الذي جَلْبَبَكِ . قالت : وما هو؟ قال : بيتُكِ ، فقالت : أجِنَّك من أصحاب محمّد . ۴ تقول هذا؟
هو بفتح الجيم وكسرها وأصله «أمِن أجْل أنّك» فحَذَفَتْ «مِن» و«اللامَ» و«الهمزةَ» وحَرَّكَتِ الجيمَ بالفتح والكسر ، والفتح أشهر وأشيع ، قاله الكسائي ۵ وأبو عبيد بن سلاّم ۶ وجار اللّه الزمخشري . ۷ وابن الأثير ۸ وغيرهم .
وللسان العرب في الحذف والتخفيف باب واسع ، كقوله عزّ من قائل : « لَّـكِنَّاْ هُوَ
1.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۶۷ ، (ا . م . ع) .
2.الصحاح ۳ : ۱۱۸۳ ، (ا . م . ع) .
3.القاموس ۳ : ۲ ، (ا . م . ع) .
4.رواه عنه في غريب الحديث للهروي ۴ : ۷۳ ، (ا . ج . ن) ؛ الفائق ۱ : ۲۲۹ ، (ج . ل . ب . ب) . في «أ» بدلَ «هذا» : «هكذا» .
5.حكاه عنه غريب الحديث ۴ : ۷۳ ، (ا . ج . ن) .
6.غريب الحديث ۴ : ۷۳ ، (ا . ج . ن) .
7.الفائق ۱ : ۲۲۹ ، (ج . ل . ب . ب) .
8.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۲۷ ، (ا . ج . ن) .