21
الرواشح السماوية

والاعتصام بالعزيز العليم الحمد للّه ربّ العالمين حمداً ينبغي لكرم وجهه ، ويليق بعزّ جلاله زِنَةَ عرشه ، وعددَ علمه ، ومدادَ ۱ كلماته ، ومِلْ ءَ ۲ أطباق ملكوته .

1.في حواشي النسخ : «المداد : النِقْس ، وهو الذي يكتب به ، أي قدر مايكتب به كلماته . والمراد بكلماته : مجعولاته ومصنوعاته ، وبكتابتها : جعله وصنعه و إفاضته تعالى إيّاها ، أو إفاضاته وإيجاداته وتأثيراته سبحانه ، وبكتابتها : اختياره وإرادته إيّاها ، فالنظام الجملي لعوالم الوجود كتاب اللّه المبين. (منه مدّ ظلّه العالي)» . راجع لسان العرب ۳ : ۳۹۸ ، ( م . د . د ).

2.في حواشى النسخ : «المِلْ ءُ ـ بالكسر ـ : اسم ما يأخذ الإناء إذا امتلأ . وملكوته : إمّا عالم المجرّدات بأطباقه ، من العقول والنفوس ، ومنها الملائكة المقرّبون بمراتبها المتشعّبة ، وطبقاتها المختلفة ، ومراتب إدراكاتها وتعقّلاتها وعلومها وفيوضها وتدابيرها وأفاعيلها . وإمّا عوالم مُلكه بحذافيرها ، من السِفليّات والعِلويّات والأسطقسّيّات والسماويّات والجسمانيّات والمجرّدات والهيولانيّات والقدسيّات ، وقداقترّ في مقرّه أنّ أعظم الجبال بالنسبة إلى جرم الأرض قريب من سُبع عرْض شعيرة إلى كرةٍ قطرُها ذراع ، وكرةُ الأرض ـ لعِظَم حجمها ـ إنّما هي بالنسبة إلى كرة فلك الشمس فمافوقها كنقطة مركز الدائرة بالنسبة إلى محيطها ؛ إذ ليس لها عندها قدر محسوس ؛ ولذلك ليس للشمس اختلافُ منظرٍ مرصود بالحسّ ، بل محسوب بالحساب ، وأمّا لما فوقها فلابالحسّ ولابالحساب . ثمّ تدوير المرّيخ أعظمُ بكثير من ممثّل الشمس بما في جوفه ؛ ولذلك يكون البُعد من مركَزي الشمس والمرّيخ حين المقارنة والاجتماع في دقيقة واحدة بل نقطةٍ واحدة أزيدَ وأعظمَ من البعد بينهما عند المقابلة ، مع كونهما على طرفي نصف الدور ، ثمّ يتزايد العِظَم في الأجرام السماويّة إلى حيث يستبين ـ على ما قد بيّنّاه في كتابينا «الصراطِ المستقيم» و «الأُفقِ المبين» ـ أنّ المتحرّك بالحركة اليوميّة بمقدار ما يقول أحد : واحدٌ ، يقطع من مقعّر الفلك الأقصى خمسةَ آلاف ومائةً وستّة وتسعين ميلاً ، وهو ألف و سبعمائة واثنان وثلاثون فرسخاً من مقعّر الفلك الأقصى واللّه سبحانه يعلم ما يتحرّك محدّبه وقتئذٍ . ثمّ العقل الصريح يحكم : أنّ عالم المجرّدات ـ وهو عالم الأنوار ـ أوسعُ لا محالة من عالم الأجسام ـ وهو عالم الظلمات ـ أوسعيّةً لاتتناهى مراتبها ، بل لايكاد يصحّ أن يُنسب سَعَته إلى سعته ، والكلّ لا يكاد يُعقل له قدر بالنسبة إلى سعة عالم الربوبيّة ، وفضاء صقع جنابه ، واللّه سبحانه واسع عليم . (منه مدّظلّه العالي)» .


الرواشح السماوية
20

مقدّمة المؤلّف

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدباقر حسین استرآبادی، تحقیق: نعمت الله جلیلی، غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2220
صفحه از 360
پرینت  ارسال به