209
الرواشح السماوية

وأمّا الذي من تلقاء السمع في الإسناد فكحديث يُروى عن «عاصم الأحول» . ۱ رواه بعضهم فقال : «واصل الأحدب» . وقال الدار قطني : «هذا من تصحيف السمع دون البصر» ؛ ۲ لأنّه لا التباس ولا اشتباه بينهما في الكتابة .
وكحديث رواه قيس بن أبي مسلم ـ وهو أبو المفضّل الأشعري الكوفي وأُمّه رمّانة ـ عن الصادق أو عن الباقر عليهماالسلام . يرويه بعضهم ، فيقول : ليث بن أبي سُليم ـ وهو أبوبكر القرشي الأُموي» مولاهم الكوفي ـ عن أحدهما عليهماالسلام .
وأمّا في المتن فكما في الحديث عن النبيِّ صلى الله عليه و آله في الكُهّان : «قَرَّ الدجاجة» ۳ ـ بالدال ـ صحّفه المصحّفون فقالوا : الزجاجة . بالزاي .
«القَرُّ» ۴ ترديدك الكلام في اُذن المخاطب حتّى تفهّمه . يقول : قَرِرْتُه فيه أقِرُّه قَرّا ، وقَرُّ الدَجاجة صوتها إذا قَطَعَتْهُ ، يقال : قَرَّت تقِرُّ قرّا وقريرا . فإن ردَّدَتْه ، قلت : قَرْقَرَتْ قرقرةً . وقَرُّ الزجاجة صوتها إذا صُبّ فيها الماء ، هذا على ما قالوه .
وعندي أنّ نسبة هذا التصحيف إلى السمع والبصرسواء . والصواب في مثال تصحيف السمع ما في حديث الرؤيا «فاسْتَآ ۵ لها» على وزن استقى ، افتعالاً من المساءة أي ساءته . فرواه بعض المحدّثين «فاستآلها» ۶ على وزن استَمال وجَعْلِ اللام من أصل جوهر الكلمة استفعالاً من التأويل أي طلب تأويلها ، كما الاستيفاق طلب التوفيق ، والاستيزاع طلب الإيزاع .

1.راجع مقدّمة ابن الصلاح : ۱۷۱ .

2.حكاه عنه مقدّمة ابن الصلاح : ۱۷۱ .

3.صحيح البخاري ۵ : ۲۲۹۴ ، ح ۵۸۵۹ ، الباب ۱۱۷ في الأدب ؛ صحيح مسلم ۴ : ۱۷۵۰ ، ح ۱۲۳ ، الباب ۳۹ كتاب السلام . والحديث هكذا : «سأل أُناس رسول اللّه صلى الله عليه و آله عن الكُهّان ، فقال لهم : ليسوا ، بشيء . . . فيَقرُّها في أُذن وليّه قَرَّ الدجاجة» .

4.لاحظ مقدّمة ابن الصلاح : ۱۷۱ .

5.أصله اسْتَوَأ ثمّ صار اسْتاءَ وقد يروى الحديث اسْتَآلها . راجع لسان العرب ۱ :۹۶ ، (س . و . أ) .

6.أصله اسْتَأْوَل فصار استآل وإن لم يجئ استفعال من الأوْل ولكن تخيّله المتخيّن .


الرواشح السماوية
208

أبوبكر الصولي فقال : «شيئا» بالشين المعجمة . ۱
وكحديثه لنسائه صلى الله عليه و آله وسلم : «أيّتكنّ صاحبة الجمل تنبحها كلاب الحوأب» . ۲ وفي رواية : «كيف بإحداكنّ إذا تنبحها كلاب الحوأب؟» . ۳
قال الدميري من علماء الشافعيّة في كتابه حياة الحيوان : «قال ابن دِحيَة : كيف يمكن إنكار هذا الحديث وهو أشهر من فلق الصبح» .
«الحَوأب» بفتح الحاء المهملة وسكون الواو قبل الهمزة المفتوحة بعدها باء موحّدة .
قال ابن الأثير في نهايته : «منزل بين مكّة والبصرة ، وهو الذي نزلته عائشة لمّا جاءت إلى البصرة في وقعة الجمل» . ۴
وقال الجوهري : «مهموز ، من مياه العرب على طريق البصرة» . ۵
وقد صحّفه بعض المصحّفين بالأجوف الواوي كالجَواب . وبعض آخَرُ بمهموز العين على وزن جُوأَرٍ ، وآخَرُ على وزن سُؤرٍ .
وكحديث أبي مسعود الأنصاري رفع سوطاً ليضرب غلاماً له ، فضربه ۶ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمفصاح عليه السلام : «أبا مسعود للّهُ أقدر عليك منك عليه» فرمى بالسوط وأعتق الغلام . بفتح «اللام» للتحقيق والتأكيد ورفْع «اللّه » على الابتداء . فصحّفه بعضهم فقال : «للّه » بكسر اللام وجرّ مدخوله . وتورّط لتصحيح نظم الكلام في مخمصة توجيهات سقيمة ، وتأويلات عقيمة .

1.أشار إلى قول الصولي مقدّمة ابن الصلاح : ۱۷۱ ؛ فتح المغيث ۳ : ۶۵ .

2.رواه النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۴۵۶ ، (ح . و . ب) .

3.رواه في حياة الحيوان ۱ : ۱۸۱ ، (ج . م . ل) .

4.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۴۵۶ ، (ح . و . ب) .

5.الصحاح ۱ : ۱۱۷ ، (ح . و . ب) .

6.في نسخة «ب» : «فيصير به» بدل : «فنضر به» . ولم نعثر عليه فيه في المصادر التي بأيدينا .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدباقر حسین استرآبادی، تحقیق: نعمت الله جلیلی، غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2163
صفحه از 360
پرینت  ارسال به