وتأييده وتسديده . وتمام تحقيق الأمر هناك على ذمّة حيّزه الطبيعيّ من كتابنا تقويم الإيمان.
فإذن ما تضمّنته الرواية عنه صلى الله عليه و آله إنّما كان من باب تشريع السنّة وتعليم الأُمّة لا لتدارك ما قد فاته من الصلاة المفروضة بالسهو .
[ الثالثة : ] ثمّ مقتول أميرالمؤمنين عليه السلام بنَهرَوان ـ وقد ثبت وصحّ واستفاض وتواتر مرويّ الأُمّة عن المخالف والمؤالف فيه عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «يقتله خير هذه الأُمّة» . و :«يقتله خير الخلق والخليقة» . و :«يخرج على خير فرقة من الناس ويقتله خير خلق اللّه » . ۱ وقد أوردنا ذلك في كتاب شرح التقدمة ـ هو على قول الأكثر : «ذوالثُدَيَّةِ» بضمّ الثاء المثلّثة ، وفتح الدال المهملة قبل الياء المثنّاة من تحتُ ، المشدّدةِ مفتوحةً ، والهاءِ الملفوظة في الوصل «تاء» على تصغير الثدي ، سمّي بذلك ؛ لِما لَه في أحد جنبيبه شبه ثدي المرأة .
وعلى قول رهط من العلماء : «ذو اليُدَيَّةِ» مضمومةَ الياء المثنّاة من تحتُ ، والحروف الباقية على حالها إلاّ أنّ التاء اللاحقة للتأنيث ؛ لكونها تصغير اليد بمعنى الجارحة وهي مؤنّثة .
قال ابن الأثير فيالنهاية في باب الثاء المثلّثة مع الدال :
في حديث الخوارج : «فيهم رجل مُثَدَّن اليد» . ۲ ويروى : «مُثَدْوَن اليد» . ۳ إذا ولدت يَتْنا ، وهو أن تخرج رِجلا الولدِ في الأوّل . وقيل : «المُثَدَّن» مقلوب مُثَنَّدٍ ، ۴ يريد به أنّه يُشبه ثُنْدُوَة الثدي ، وهي رأسه ، فقدّم الدال على النون مثل جَذَب وجَبَذ .
وفي حديث الخوارج : «ذو الثُّدَيَّة» . وهو تصغير [الثدي ]وإنّما أُدخل فيه الهاء وإن كان الثَدي مذكّرا ، كأنّه أراد قطعة من ثدي . وقيل : هو تصغير الثَدوّة ، ۵ بحذف النون ، من تركيب الثدي ، وانقلابُ الياء فيها واوا ؛ لضمّة ما قبلها ، ولم يضرّ ارتكاب الوزن الشاذّ ؛ لظهور الاشتقاق . ويروى : «ذو اليُدَيَّة» . بالياء بدلاً من الثاء تصغير اليد ، وهي مؤنّثة . ۶
وقال المطرزي في المُغرب :
الثدي مذكّر . وأمّا قولهم في لقب عَلَم الخوارج : «ذو الثّديّة» فإنّما جيء بالهاء في تصغيره على تأويل البضعة . وأمّا ما روي عن عليّ عليه السلام أنّه قال يومَ قَتَلَهم : «انظر فإنّ فيهم رجلاً إحدى ثدييه مثل ثدي المرأة» . فالصواب : «إحدى يديه» . وذلك أنّه كانت مكانَ يده لَحْمةٌ . مجتمعة على منكبه ، فإذا مُدّت امتدّت حتّى توازي طولَ يده الأُخرى ، ثمّ تُترك فتعود . ۷
وقال في باب الياء مع الدال : «ذو اليُدَيَّةِ في ثد» . ۸
فأمّا الجوهري فقد قال في الصحاح :
الثدي يذكّر ويؤنّث ، وهي للمرأة والرجل أيضا . و«ذو الثّديّة» لقب رجل . و«الثّندوة» بفتح أوّلها غيرَ مهموز ، وهي مَغْرِزُ الثدي . وقيل يُهمز . ۹
1.أورد هذه الأخبار العلاّمة المجلسي في بحار الأنوار ۳۳ : ۳۳۹ ـ ۳۴۰ ، و ۳۸ : ۱۵ ؛ و ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ۲ : ۲۶۷ ـ ۲۶۸ .
2.في حواشي النسخ : «وفي صحيح مسلم بسنده عن عبيدة عن عليّ عليه السلام ، قال : ذكر الخوارج ، قال : «فيهم رجل مُخْدَج اليد» أو «مُوَدَّن اليد» أو «مُثَدْوَنُ اليد» . وفي رواية أُخرى : «أو مَثْدُون اليد» ، بفتح الميم وإسكان الثاء المثلّثة وضمّ الدال المهملة . (منه دام ظلّه)» . ولكن ما جاء «ثدون» في كتب اللغة .
3. أي صغير اليد مُجْتَمِعها . [ والمُثَدَّن ] والمُثَدْوَن : . ما في المصدر ـ و هو الصحيح ـ : «مَثْدُون» و «المَثْدُون» اسمَ المفعول من الثلاثي المجرّد . و بدل «اليد» : «الخلق» . الناقص اليد . ويروى : «مُوتَن اليد» . من أيْتَنَتِ المرأةُ ، في حاشية النسخ : «يعني أُخذ هذا المعنى في الأصل من قولهم : أيتنت المرأة من باب الإفعال ، ثمّ نقل إلى غير ذلك من سائر تصاريف الفعل . (منه مدّ ظلّه العالي)» .
4.في المصدر : «ثَنَد» بدل «مثنّد» .
5.في المصدر : «الثندوة» بدل «الثدوّة» . وفي حاشية «أ» و «ب» : «أصلها الثَدُيْوَة ، بحذف النون مِنَ الثَنْدُيْوَة ، تركيب الثدي والثندوَة . (منه مدّ ظلّه العالي)» .
6.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۲۰۸ .
7.المغرب : ۶۶ ، في باب الثاء مع الدال ، في الأمثال .
8.المغرب : ۵۱۰ «اليد» . وفيه : «ذو الثديّة في ثد» .
9.الصحاح ۴ : ۲۲۹۱ «ث . د . ا» .