37
الرواشح السماوية

و«التكوين» : الإيجاد مع سبق المادّة والمدّة جميعا سبقا بالزمان ، فهو مختصّ بالحوادث الزمانيّة لاغير .
وربما يقال : ۱ «الإبداع» يقال بالاشتراك على إيجادٍ لا يكون مسبوقا بزمان ، وهو مقابل للإحداث ، وعلى ما يقابل التكوين والإحداث معا ؛ فإنّ الإيجاد إمّا أن يكون مسبوقا بمادّة أو زمان أولا ، فإن لم يكن مسبوقا فهو «الإبداع» وإن كان ، فإن كان مسبوقا بزمان ، فهو «الإحداث» وإلاّ ۲ فهو «التكوين» .
ف «الإحداث» : إيجادٌ مسبوقٌ بمادّة وزمان كالأجسام المحدَثة .
و«التكوين» : إيجادٌ مسبوق بمادّة دون زمان كالأفلاك ، وليس هناك قسم آخَرُ ، وهو إيجاد مسبوق بزمان دون مادّة ؛ لأنّ كلّ محدَث زماني فهو مسبوق بمادّة ومدّة .
وتارة أُخرى يحقَّق الفحصُ ويدقَّق التأمّل ، ويُبنى على سلوك سبيل ۳ الحكمة الحقّة السويّة ، فيقال : الجعل والتأثير إحداث في الدهر ، وهو إمّا «الإبداع» أو «الاختراع» وإحداث في الزمان وهو التكوين .
ف «الإبداع» ـ وهو أفضل الضروب ـ : تأييس مطلق عن ليسٍ مطلق ، يسبق الأيسَ في متن الواقع سبقا دهريّا ، وفي لحاظ العقل سبقا بالذات من دون مسبوقيّة بمادّة أو مدّة أصلاً .
ثمّ أفضل ما يسمّى مبدَعا ما لم يكن بواسطة عن جاعله الحقّ الأوّل مطلقا ماديّةً كانت أو فاعليّة أو غير ذلك .
و«الاختراع» : إخراج من كتم العدم الصريح الدهري السابق سبقا بالدهر من

1.في حواشي النسخ : «قاله صاحب المحاكمات . (منه مدّ ظلّه العالي)» .

2.أي إن لم يكن مسبوقا بزمان بل مسبوقا بمادّة وحدَها .

3.في حواشي النسخ : «وهو أنّ ما سوى اللّه سبحانه على الإطلاق حوادثُ دهريّة مسبوقة بالعدم الصريح غير الزماني في الواقع كما أنّها حادثات ذاتيّة مسبوقة بالليس البسيط سبقا بالذات في لحاظ العقل ، ثمّ الكائنات منها موصوفة بالحدوث الزماني أيضا ؛ لكونها حادثةَ الوجود في الزمان بعد العدم المستمرّ الزماني . (منه مدّ ظلّه العالي)» .


الرواشح السماوية
36

إخراج الأَيْس من اللَيْس المطلق من غير أن يكون مسبوقا ۱ بمادّة ومدّة ، لا سبقا بالزمان ، ولا سبقا بالدهر ، ولا سبقا بالذات ، ولايتعلّق إلاّ بمفارقات المادّة ، وعلائقها مطلقا ، فهذا هو الذائع المشهور .
وفي الفلاسفة مَن ۲ يقول : إنّ ذلك لايكون إلاّ مع عدم سبق الليس المطلق على الأيس سبقا دهريّا ، بل سبقا بالذات فقط .
ومنهم من لايجعل كلَّ ما هذه صفته مبدَعا ، بل يخصّ «الإبداعَ» بالصادر الأوّل لاغير ، ويقول : إذا توهّمنا شيئا وُجد عن الأوّل الجاعل الحقّ بتوسّط علّة وُسطى هي من تتمّات العلّة الفاعليّة ، وإن لم يكن هو عن مادّة ، ولا كان لعدمه في متن الواقع سلطان ، ولكن كان وجوده عن الجاعل الأوّل الحقيقي بعد وجودِ آخَرَ قد انساق إليه بعديّةً بالذات ، فهو ليس بمُبدَع ؛ إذ ليس تأييسه عن ليسٍ مطلقا ، بل عن أيسٍ مّا وإن لم يكن مادّيّا .
فهذا أيضا اصطلاح فلسفي شائع مذكور في إلهيِّ كتاب الشفاء ۳ وغيره ، و«الاختراع» على هذا : الإخراجُ من الليس من غير مسبوقيّة بمادّة ومدّة أصلاً ، ولكن مع سبق موجودٍ آخَرَ أيضا غيرِ الجاعل الحقّ سبقا بالذات فقط ، فهو يعمّ ما عدا الصادر الأوّل من سائر المفارقات المحضة جميعا ، وعلى الأوّل التأييس من غير سبق مدّة بشيء من أنواع السبق أصلاً ، ولكن مع سبق المادّة سبقا بالذات لاغير ، فيختصّ بما عدا المفارقات ، من الصور الجوهريّة المادّيّة والأعراض الجسمانيّة والهيولائيّة إلاّ الحوادثَ الكونيّة الزمانيّة .

1.في حواشي النسخ : «لايعتبر فيه المسبوقيّة واللامسبوقيّة ألبتّة بالعدم الصريح غير الزماني ، وإن كانت المبدعات مسبوقةً بالعدم الصريح على ما هو مذهب أفلاطون وغيره من أساطين الحكمة ، والحكماء الأُصول . (منه مدّ ظلّه العالي)» .

2.في حواشي النسخ : «يعني به أرسطاطاليس وأصحابه من المشّائين . (منه مدّ ظلّه العالي)» .

3.الشفاء ۱ : ۲۶۶ .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدباقر حسین استرآبادی، تحقیق: نعمت الله جلیلی، غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2394
صفحه از 360
پرینت  ارسال به