29
الرواشح السماوية

وَ ظِـلَــلُهُم بِالْغُدُوِّ » . ۱
قوله : (المرهوب بجلاله ، المرغوبِ إليه فيما عنده) .
أي المرهوب منه ۲ بحسب جلاله أو بسبب جلاله ، المرغوب إليه فيما عنده من نوائله التي لاتنكد ، ۳ وعطاياه التي لا تنفد ، أو فيما عنده من الثابتات الباهجات ، والباقيات الصالحات .
يقال : رغب ۴ في الشيء يرغب ـ كسمع يسمع ـ رُغبا ـ بالضمّ ـ ورُغبةً ، وتفتح : إذا طمع فيه وتولّع به ، وشَرِه وحرص عليه .
ورغب إلى اللّه تعالى ، أو إلى فلان رَغَبا ورَغَبوتا ورَغَبانا محرّكاتٍ ، ورَغَبَةً محرّكةً أيضا ، وتضمّ : إذا ابتهل ، وأكثر من الضراعة والطلب والمسألة .
ورغبه وارتغبه : أراده وتشوّقه واشتاقه . ورغب عنه : لم يُرده ولم يتشوّق إليه . ورغب بنفسه عنه : رأى لنفسه عليه فضلاً ، الرُغبى والرَغباء مضمومةَ «الراء» بالقصر ، ومفتوحتَها بالمدّ من الرغبة كالنُعمى والنَعماء من النعمة .
فإن قلت : أليس المطرّزي ـ وهو من الأعلام الأثبات في العربيّات والأدبيّات ـ قد قال في كتابيه : المُعرب ۵ والمُغرب : «رهبه خافه ، واللّه مرهوب ، ومنه : لبّيك مرهوب ومرغوب إليك . وارتفاعه على أنّه خبر مبتدأ محذوف» ؟ ۶

1.الرعد (۱۳) : ۱۵ .

2.في حواشي النسخ : «يعني أنّه من باب حذف أداة التعدية في اللفظ واعتبارها في النيّة ، وذلك أمر شائع كما يقال : المصطلح ، ويراد المصطلح عليه ، أو على سبيل إدخاله في التعدية ب «إلى» ؛ تغليبا لجانب المرغوب ، كما اعتبره ابن الأثير . (منه مدّ ظلّه العالي)» . انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ۲ : ۲۳۶ ، (ر .غ .ب) .

3.في حاشية «أ» : «نكدت الرَكِيّة : إذا قلّ ماؤُها» . كما في لسان العرب ۳ : ۴۲۸ ، (ن .ك .د) .

4.في حاشية«ب» : «رغب يرغب رغبةً : إذا حرص على الشيء ، وطمع فيه . والرغبة : السؤال والطلب ، ومنه حديث أسماء : أتتني أُمّي راغبةً وهي مشركة أي طامعة تسألني شيئا» . كما في النهاية في غريب الحديث والأثر ۲ : ۲۳۷ ، (ر .غ .ب) .

5.المعرب لم نعثر عليه .

6.المغرب : ۲۰۲ ، (ر .ه .ب) .


الرواشح السماوية
28

صفات كماله بدلالات قطعيّة تفصيليّة غير متناهية ؛ فإنّ كلّ ذرّة من ذرّات الوجُود تدلّ عليه ، ولايتصوّر مثل هذه الدلالات في الألفاظ والعبارات ؛ ومن ثَمّ قال صلى الله عليه و آله : «لا أُحصي ثناءً عليك كما أثنيتَ على نفسك ۱ » .
(للّه ) اللاّم للاختصاص ، ولام «الحمد» للجنس ، فلا يبعد أن يراد أنّ جنس الحمد مختصّ به تعالى ؛ لأنّ النعوت الكماليّة ترجع إليه ؛ لأنّه فاعلها وغايتها كما حُقّق في مقامه كلُّها .
قوله : (المحمودِ لنعمته) .
لمّا كان الحمد فعلاً اختياريّا حادثا فلابدّ له من علل أربع ، دلّ على بعضها بالالتزام :
إحداها : الفاعل ، وهو الحامد ، وهو المفهوم منه بالالتزام .
وثانيها : القابل ، وهو اللسان في المعنى الأوّل ، والموجُودات كلّها في المعنى الثاني .
وثالثها : الصورة ، وهي المحمود بها التي أنشأها الحامد ، وأظهرها من الصفات الكماليّة والنعوت الجلاليّة لكلّ محمود بحسب حاله وكماله .
ورابعها : الغاية ، ويقال لها : المحمود عليه ، وإليه أشار بقوله : «المحمود لنعمته» .
قوله : (المعبُودِ لقدُرته) .
اللاّم في قوله : «لقدرته» لام التعليل أي يعبد العابدون ؛ لكونه قادرا على الأشياء ، فاعلاً لما يشاء فيحقّهم ، فيعبدونه إمّا خوفا وطمعا ، أو إجلالاً وتعظيما .
قولهُ : (المطاعِ في سلطانه) .
أي يطيعه الموجودات وما في الأرضين والسماوات ؛ لقوله حكايةً عن الكلّ : « قَالَتَآ أَتَيْنَا طَـائعِينَ » ؛ ۲ ولقوله : « وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِى السَّمَـوَ تِ وَ الْأَرْضِ طَوْعًا وَ كَرْهًا

1.مصباح الشريعة : ۵۵ ، باب الذكر .

2.فصلت (۴۱) : ۱۱ .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدباقر حسین استرآبادی، تحقیق: نعمت الله جلیلی، غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2296
صفحه از 360
پرینت  ارسال به