إلى كلام مثلاً على الإطلاق ، ولم يبيّن على البتّ أنّ ذلك على أيّ وجه ومن أيّ سبيل؟ ـ قولُهم : ۱
«اَمَيْدِيٌّ أم مَرجول» .
وتحقيق أصل هذا القول وسبيلُ تحصيله غير مستبين لهؤلاء الأقوام أصلاً ، مع أنّه مذكور في صحاح الجوهري حيث قال : «تقول ـ إذا وقع الظَبي في الحِبالة ـ : أمَيْدِيٌّ أم مَرجول؟ أي أَوَقعتْ يدُه في الحباله أم رجله؟» . ۲
وبالجملة : «المَيْدِيُّ» مَن أنت أصبت يَدَه ، أو من أصاب يدَه شيء ، أو عرضتْ ليده آفة ، وكذلك «المرجول» مَن أصبتَ رِجله ، أو أصابها شيء ، أو أيِفَتْ بآفة .
كما المَمْثون ـ بالثاء المثلّثة ـ مَن مَثَنْتَهُ أي أصبتَ مثانته ، أو الذي يشتكي مثانته . ومنه في الخبر عن عمّار بن ياسر أنّه صلّى في تُبّان قال : «إنّي مَمثون» . ۳
والمَلْسون مَن لَسَنْتَه ، أي أخذته بلسانك ، أو أصبت لسانَه ، أو أصابَ لسانَه شيء ، ومن هناك قالوا : الملسون : الكذّاب .
و«المَيْدِيّ» و«المرجول» و«الممثون» و«الملسون» متكرّرة الورود في الأخبار .
ومنها : في كتابي الأخبار : التهذيب والاستبصار في حديثٍ مسند من طريق عليّ بن رئاب ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام : «كأنّي أنظر إلى أبي وفي عنقه عُكْنَةٌ وكان يُحفي رأسه إذا جزّه» . ۴ بإهمال الحاء من الإحفاء بمعنى الاستقصاء والتبالغ ، كما في الحديث : «أمر أن تُحفى الشوارب» . ۵ أي يُبالَغ في قصّها .
وفي حديث السواك : «حتّى كِدْتُ أُحفي فمي» . ۶ أي أستقصي على أسناني
1.مبتدأ مؤخّر وقوله : «من الدائر» خبر مقدّم .
2.الصحاح ۶ : ۲۵۴۰ ، (ى . د . ي) .
3.رواه في النهاية في غريب الحديث والأثر ۴ : ۲۹۷ ، (م . ث . ل) .
4.تهذيب الأحكام ۱ : ۶۲ ، ح ۱۶۹ ، باب في صفة الوضوء . . . ؛ الاستبصار ۱ : ۶۲ ـ ۶۳ ، ح ۸۸ ، الباب ۳۶ .
5.الدرّ المنثور ۱ : ۲۷۶ ، ذيل الآية ۱۲۴ من البقرة . مع تفاوت أدنى . ورواه بلفظه النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۴۱۰ ،(ح . ف . ا) .
6.الدرّ المنثور ۱ : ۲۷۷ ، ذيل الآية ۱۲۴ من البقرة ؛ ورواه في النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۴۱۰ ، (ح . ف . ا) .