وعن أبي عبيدة : «معناه أنّ هذا ممّا يُعرف به فقه الرجل» . ۱
وهي مَفْعِلة من «إنّ» التوكيديّة وحقيقتُها مكانٌ لقول القائل : إنّه عالم ، وإنّه فقيه .
ومنها : في الحديث : «أوّل جمعة جَمَّعها رسول اللّه صلى الله عليه و سلمبالمدينة» . ۲
وفي صحيحة منصور عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام : «يجمِّع القوم الجمعة إذا كانوا خمسةً فمازاد» . ۳ وفي كتب الأصحاب : ويجمّع الفقهاء في زمان الغيبة .
وبالجملة : ذلك متكرّر جدّا في الأحاديث ، وفي أقاويل الفقهاء .
و«الجمّيع» بالتشديد من التجميع وهو الإتيان بصلاة الجمعة . وعامّة أهل العصر يغلطون فيقرؤونها بالتخفيف من الجمع ، ولايفطنون لفساد ذلك مع شدّة وضوحه .
قال الجوهري في الصحاح : «وجمّع القوم تجميعا أي شهدوا بالجمعةَ وقضَوا الصلاة فيها» . ۴
وقال ابن الأثير في النهاية :
جمّعت ـ بالتشديد ـ صلّيت ، ومنه حديث معاذ : أنّه وجد أهل مكّة يجمِّعون في الحِجْر فنهاهم عن ذلك ـ أي يصلّون صلاة الجمعة في الحجر ـ ونهاهم ؛ لأنّهم كانوا يستظلّون بفيء الحجر قبل أن تزول الشمس ، فنهاهم . ۵
وفي مغرب المطرّزي : «وجمّعنا ، أي شهدنا الجُمعة ، أو الجماعة وقضينا الصلاة فيها» . ۶
ثمّ إنّ العلاّمة رحمه اللّه تعالى قال في كتاب الاعتكاف من كتابه المختلف :
1.غريب الحديث ۴ : ۶۱ ، (م . ا . ن . ه) .
2.انظر النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۲۹۷ ، (ج . م . ع) . مع تفاوت .
3.تهذيب الأحكام ۳ : ۲۳۹ ، ح ۶۳۶ باب العمل في ليلة الجمعة ويومها ؛ الاستبصار ۱ : ۴۱۹ ، ح ۱۶۱۰ ، الباب ۲۵۲ .
4.الصحاح ۳ : ۱۲۰۰ ، (ج . م . ع) .
5.النهاية في غريب الحديث والأثر ۱ : ۲۹۷ ، (ج . م . ع) .
6.المغرب : ۹۰ ، (ج . م . ع) .