وأيضا عن أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام . ۱ ومن حديث جمع من الصحابة بمعناه . فإذن ليس هو من حريم حدّ الغرابة في شيء أصلاً .
المحرّف
ما وقع فيه تحريف من جهل المحرّفين وسفههم . إمّا بزيادة ، أو نقيصة ، أو تبديل حرف مكانَ حرف ليست هي على صورتها . ۲
وهو إمّا في السند ، كأن يجعل ابن أبي مُلَيكة ـ بضمّ الميم وفتح اللام مصغَّرَ الملكة ـ مكانَ ابن أبي ملائكة ـ بالفتح والمدّ ـ جمع الملك .
وإمّا في المتن ، كما في حديث النبيّ صلى الله عليه و آله المرويّ عند العامّة والخاصّة من طرق متكثّرة متفنّنة ، وأسانيدَ مصحّحة وموثّقة ومتلوّنة : «يا عليّ يهلك فيك اثنان : محبّ غالٍ ، ومبغض قالٍ» . ۳
الأوّل : بالغين المعجمة تقييدا للمحبّ الذي يقتحم وَرْطةَ الهلاك بمجاوزة الحدّ في المحبّة إلى حيث ينتهي إلى درجة الغلوّ .
والثاني : بالقاف بيانا وتفسيرا للمبغض الهالك بالتارك النابذ وصيَّ النبيّ وشريكَ القرآن وراء ظهره . فحرّفه بعضُ سُفهاء الجاهلين ، أو بعض العصابة الخارجين عن حريم الموالاة ، إلى حدّ النصب والمُعاداة ، فجعل الأخير أيضا بالغين المعجمة . نستعيذ باللّه سبحانه من المُرُوق عن سمت الدين والخروج عن دائرة الإسلام .
ومن تحريفات عصرنا هذا أنّه قد ورد في الحديث عن سيّدنا أبي جعفر
1.قال السيوطي في تدريب الراوي ۱ : ۲۳۶ : «إنّ حديث النيّة لم ينفرد به عمر بل رواه عن النبيّ صلى الله عليه و آله أبوسعيد الخُدري ، كما ذكره الدارقطني وغيره ، بل ذكر أبوالقاسم بن منده : أنّه رواه سبعة عشر آخر من الصحابة : عليّ بن أبي طالب و . . .» .
2.الحرف مذكّر ولعلّه أراد منه الكلمة .
3.لم أجده بهذا اللفظ مرويّا عن النبيّ صلى الله عليه و سلم ولكن مرويّ عن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة : ۶۷۷ ، قصار الحكم ۱۱۷ ؛ و كنز العمّال ۱۱ : ۳۲۴/۳۱۶۳۳ . و فيه كلاهما بالغين المعجمة .