205
الرواشح السماوية

وأيضا عن أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام . ۱ ومن حديث جمع من الصحابة بمعناه . فإذن ليس هو من حريم حدّ الغرابة في شيء أصلاً .

المحرّف

ما وقع فيه تحريف من جهل المحرّفين وسفههم . إمّا بزيادة ، أو نقيصة ، أو تبديل حرف مكانَ حرف ليست هي على صورتها . ۲
وهو إمّا في السند ، كأن يجعل ابن أبي مُلَيكة ـ بضمّ الميم وفتح اللام مصغَّرَ الملكة ـ مكانَ ابن أبي ملائكة ـ بالفتح والمدّ ـ جمع الملك .
وإمّا في المتن ، كما في حديث النبيّ صلى الله عليه و آله المرويّ عند العامّة والخاصّة من طرق متكثّرة متفنّنة ، وأسانيدَ مصحّحة وموثّقة ومتلوّنة : «يا عليّ يهلك فيك اثنان : محبّ غالٍ ، ومبغض قالٍ» . ۳
الأوّل : بالغين المعجمة تقييدا للمحبّ الذي يقتحم وَرْطةَ الهلاك بمجاوزة الحدّ في المحبّة إلى حيث ينتهي إلى درجة الغلوّ .
والثاني : بالقاف بيانا وتفسيرا للمبغض الهالك بالتارك النابذ وصيَّ النبيّ وشريكَ القرآن وراء ظهره . فحرّفه بعضُ سُفهاء الجاهلين ، أو بعض العصابة الخارجين عن حريم الموالاة ، إلى حدّ النصب والمُعاداة ، فجعل الأخير أيضا بالغين المعجمة . نستعيذ باللّه سبحانه من المُرُوق عن سمت الدين والخروج عن دائرة الإسلام .
ومن تحريفات عصرنا هذا أنّه قد ورد في الحديث عن سيّدنا أبي جعفر

1.قال السيوطي في تدريب الراوي ۱ : ۲۳۶ : «إنّ حديث النيّة لم ينفرد به عمر بل رواه عن النبيّ صلى الله عليه و آله أبوسعيد الخُدري ، كما ذكره الدارقطني وغيره ، بل ذكر أبوالقاسم بن منده : أنّه رواه سبعة عشر آخر من الصحابة : عليّ بن أبي طالب و . . .» .

2.الحرف مذكّر ولعلّه أراد منه الكلمة .

3.لم أجده بهذا اللفظ مرويّا عن النبيّ صلى الله عليه و سلم ولكن مرويّ عن عليّ أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة : ۶۷۷ ، قصار الحكم ۱۱۷ ؛ و كنز العمّال ۱۱ : ۳۲۴/۳۱۶۳۳ . و فيه كلاهما بالغين المعجمة .


الرواشح السماوية
204

لايحلّ لأحدٍ يستطرقه جنبا غيري وغيرك» . ۱
أورده صاحب المشكاة ثمّ قال : «رواه التِرمذي وقال : هذا حديث حسن غريب» .
قلت : ولذلك سمّاه البغوي في المصابيح غريبا ، ۲ لا لأنّه من الأحاديث الصحيحة الغريبة الإسناد اصطلاحا ففي كتبهم المعتمدة بأسانيدهم المعتبرة مسندا عن أُمّ سلمة ـ رضي اللّه عنها ـ أنّ النبيّ صلى الله عليه و آلهقال بأعلى صوته : «ألا إنّ هذا المسجد لايحلّ لجنب إلاّ للنبيّ وعليّ وفاطمة بنت محمّد» . ۳
ومن الطرق الخاصّة رُوِيناه من طريق الصدوق في عيون أخبار الرضا من المسانيد عن سيّدنا أبي الحسن الرضا عليه السلام عن آبائه الطاهرين صلوات اللّه عليهم أجمعين ۴
وليعلم أنّ حديث : «إنّما الأعمال بالنيّات» . ۵ قد عدّه كثير من علماء الحديث غريبَ الإسناد في الأوّل ، مشهورَه في الآخِر ؛ ۶ حيث رواه عن يحيى بن سعيد أكثرُ من مأتي راوٍ . ويحكى عن أبي إسماعيل الهرويّ أنّه كتبه من سبعمائة طريق عن يحيى بن سعيد . ۷ وذكر رهط من العلماء أنّه كما رواه الصحابة عن عمر عن النبيّ صلى الله عليه و آلهفقد رَوَوه أيضا عن أنس ، وعن أبي سعيد الخُدْري أيضا ـ رضي اللّه تعالى عنه ـ

1.سنن الترمذي ۵ : ۶۳۹ ـ ۶۴۰ ، ح ۳۷۲۷ .

2.مصابيح السنّة ۴ : ۱۷۵ ، ح ۴۷۷۴ .

3.مناقب آل أبي طالب ۲ : ۱۹۴ نقلاً عن العامّة ؛ المطالب العالية ۱ : ۵۲ ، ح ۱۹۳ .

4.عيون أخبار الرضا ۱ : ۲۳۲ ، الباب ۲۳ ، ح ۱ .

5.التهذيب ۱ : ۸۳ ، ح ۲۱۸ ؛ الأمالي للطوسي : ۶۱۸ ، ح ۱۲۷۴ ، المجلس ۲۹ ؛ صحيح البخاري ۱ : ۳ ، ح ۱ ؛ صحيح مسلم ۳ : ۱۵۱۵ ـ ۱۵۱۶ ، ح ۱۹۰۷ ، كتاب الإمارة ، الباب ۴۵ ؛ سنن أبي داود ۲ : ۲۶۲ ، ح ۲۲۰۱ ؛ سنن ابن ماجة ۲ : ۱۴۱۳ ، ح ۴۲۲۷ .

6.مقدّمة ابن الصلاح : ۱۶۳ ـ ۱۶۴ ؛ الخلاصة في أُصول الحديث : ۵۴ .

7.قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري ۱ : ۱۴ : «حكى محمّد بن عليّ بن سعيد النقّاشي الحافظ أنّه رواه عن يحيى مائتان وخمسون نفسا ، وسرد أسماءهم أبو القاسم بن منده فجاوز الثلاثمائة ، وروى أبو موسى المديني عن بعض مشايخه مذاكرة عن الحافظ أبي إسماعيل الأنصاري الهروي قال : كتبته من حديث سبعمائة من أصحاب يحيى» .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    سایر پدیدآورندگان :
    محمدباقر حسین استرآبادی، تحقیق: نعمت الله جلیلی، غلامحسین قیصریه ها
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 2378
صفحه از 360
پرینت  ارسال به