وفي خلاصة العلاّمة : «قال : خاصّة الخاصّة» . ۱ كما في كتاب الحسن بن داود . ۲
قلت : فاعلُ «قال» الثاني أيضاً ابن مسعود ، يعني : أبو عمرو الكشّي قال : «قال ابن مسعود : حمدان بن أحمد من الخِصّيص» ثمّ أكّد ذلك وبيّنه فقال : «الخاصّ الخاصّ» . والسيّد جمال الدين أحمد بن طاوس رضي اللّه تعالى عنه في كتابه نقل عن كتاب الكشّي من قولَيْ محمّد بن مسعود قولَه الأوّل ، مقتصراً عليه من دون ما قاله أخيراً في التأكيد والبيان . وهذه صورة خطّ ابن طاوس : «قال ابن مسعود : حمدان بن أحمد من الخِصّيص» .
وإذ قد وضح الأمر حقَّ الوضوح ، فليُتعجّب ممّا قد وقع فيه بعض شهداء المتأخّرين حيث قال ـ فيما وضعه على الخلاصة ـ :
قوله : «خاصّة الخاصّة» يشعر بكون قوله : «حمدان من الخِصّيص» استفهاماً ، وأنّ الآخَر جوابه ، وحينئذٍ فالمجيب مجهول ، فلا دلالة فيه على مايوجب الترجيح . ۳
أشدَّ التعجّب ؛ وليُستغرب ذلك من الذاهن الذَهِن والفاطن الفَطِن غايةَ الاستغراب .
ثمّ إنّ الشيخ أيضاً رحمه اللّه تعالى قال في الاستبصار في باب عدد التكبيرات على الميّت : «محمّد بن أحمد الكوفي حمدان ثقة» . ۴
فأمّا ما قال النجاشي في كتابه : «محمّد بن أحمد بن خاقان النهدي أبو جعفر القلانسي المعروف بحمدان ، كوفي مضطرب» ، ۵ فليس ممّا يوجب الضعف ولاالطعنَ ، مع شهادة العيّاشي والكشّي له بالفقه و الثقة والخيّريّة ، وبأنّه من
1.رجال ابن داود : ۱۳۳ / ۵۱۴ .
2.خلاصة الأقوال : ۲۵۴ / ۸۶۸ .
3.حاشية الخلاصة : ۱۱۸ / ۳۱۰ ضمن رسائل الشهيد الثاني ج۲ .
4.الاستبصار ۱ : ۴۷۶ ، ح ۱۸۴۲ ، باب التكبيرات على الأموات ، روى حديثاً كان محمّد بن أحمد الكوفي حمدان في سنده ، ولكن لم يتعرّض لتوثيقه ، وكذا في تهذيب الأحكام ۳ : ۳۱۸ ، ح ۹۸۶ .
5.رجال النجاشي : ۳۴۱ / ۹۱۴ .