49
الرّسائل الرّجاليّه

المقصود به في اشتراطه في حجّيّة خبر الواحد ، والمعنى الآخر المعروف المتعارف ، بل هو المعنى الموضوع له ـ بحمل الضبط المشروط في حجّيّة خبر الواحد على المعنى المعروف ، لكنّ المقالة السابقة مبنيّة على حمل الضبط المشروط في حجّيّة خبر الواحد على معناه المصطلح ؛ لتصريحها بكون المقصود غلبة الذكر ، والاشتباه بين هذا المعنى والمعنى الآخر المعروف .

وبما سَمِعْت يظهر أيضا ضعف ما قيل في باب حبيب بن مظاهر الأسدي ۱ من أ نّه ذكره العلاّمة في القسم الأوّل ۲ أي رجال الصحيح ، وفي الحاوي في القسم الثاني ۳ أي رجال الحسن ، وهو الأوفق ؛ لأنّ الرجل وإن كان في أعلى درجة من الزهد والوَرَع والعبادة والتوفيق والسعادة إلاّ أنّ الضبط في الحديث أمرٌ آخر يحتاج إلى الثبوت ، نظير ما ذَكَر بعضُ علماء الرجال في حقّ الصدوق ـ المُجْمع على عدالته ـ من أنّ توقّفَ بعضٍ في اعتبار روايته لعلّه لعدم ثبوت ضَبْطه ، فإنّ الشروط في اعتبار الخبر يكفي فيه أصالة الضَبْط ، ولا حاجة فيه إلى الثبوت ، وغيره لا يكون شرطا حتّى يحتاج إلى الثبوت . فالأمر مبنيّ أيضا على الاشتباه في الضبط بين المعنيين المتقدّمين .
والظاهر أنّ هذه المقالة مبنيّة على حمل الضبط ـ المشروط في حجّيّة خبر الواحد ـ على المعنى المعروف .

1.قوله «ما قيل في حبيب بن مظاهر» مرجع ما قيل في باب حبيب إلى اعتبار الضبط بالمعنى المذكور في الدراية، وهو لا يخرج عن اعتبار الإتقان في «ثقة» بنفسه، ومرجع المقالة السابقة إلى اعتبار ما ذكر في «ثقة» باعتبار اشتهاره في اعتبار الخبر المدار في كلام أرباب الدراية. وأنت خبير بأ نّه لا دليل على دخول الضبط بالمعنى المذكور في معنى «ثقة» مضافا إلى انتقاض القول بالدخول بسائر ألفاظ التوثيق وألفاظ التحسين، أعني حسن الخبر، وباقي الكلام في اعتبار الضبط بالمعنى المذكور في اعتبار الخبر (منه عفي عنه).

2.خلاصة الأقوال : ۶۱ / ۲ .

3.حاوي الأقوال ۳ : ۱۰۲ / ۱۰۶۷ .


الرّسائل الرّجاليّه
48

الوليد الخزّاز ، عن حمّاد بن عثمان ، عن حبيب بن المعلّى الخثعمي ۱ .
وفيه : أ نّه لعلّ الظاهر كون المقصود بكثرة السهو هو كثرة السهو في خصوص الصلاة ، وكثرة السهو في الصلاة لا تستلزم كثرة السهو في غيرها ، كيف والوسواس في الصلاة أمرٌ شائع ، ولا يتعدّي الوسواسُ فيها إلى غيرها . مع أ نّه يمكن أن يكون التوثيق المزبور مبنيّا على عدم الاطّلاع على الحديث المذكور ، وإلاّ لَذَكَر في ترجمته ؛ لتسلّم اشتراط الضبط في اعتبار الخبر ولو لم يكن الضبط داخلاً في مدلول التوثيق ، بل هذا يرشد إلى كونِ الغرضِ من كثرة السهو هو كثرةَ السهو في الصلاة بناءً على بُعْد عَدَم اطّلاع النجاشي على كثرة سهو حبيب لو كان الغرض من كثرة السهو في الحديث هو عموم كثرة السهو .

[ طريق معرفة ضبط الراوي ]

وبما سَمِعْت يظهر ضعف ما قيل من أ نّه يُعرف ضَبْط الراوي بأن يُعتبر روايته برواية الثقات المعروفين بالضبط والإتقان ، فإن وافقهم في رواياته غالبا ـ ولو من حيث المعنى بحيث لايخالفها أو تكون المخالفة نادرة ـ عُرِفَ حينئذٍ كونه ظابطا ثبتا ، وإنْ وُجِدَ بعد اعتبار رواياته برواياتهم كثيرُ المخالفة ، عُرف اختلاف ۲ حاله بالضبط ، ولم يحتجّ بحديثه .
وهذا الشرط إنّما يُفْتقر إليه فيمن يروي الأحاديث من حفظ أو يخرجها بغير الطرق المذكورة في المصنّفات ، وأمّا رواية الاُصول المشهورة فلا يعتبر فيها ذلك ۳ .
فإنّك خبير بأ نّه مبنيّ على الاشتباه بين المعنيين للضبط ـ أعني المعنى

1.الفقيه ۴ : ۴۱ من المشيخة .

2.كذا في النسخ والأنسب : «اختلال» ، كما في الفوائد الرجالية : ۱۷۷ .

3.انظر الفوائد الرجالية : ۱۷۷ .

  • نام منبع :
    الرّسائل الرّجاليّه
    سایر پدیدآورندگان :
    ابوالمعالى محمد بن محمد ابراهیم کلباسى، تحقیق: محمد حسین درایتى
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6643
صفحه از 484
پرینت  ارسال به