289
الرّسائل الرّجاليّه

النسبة إلى الصحّة المذكورة في ضمن التصحيح ، فلا تتمّ التسمية والاصطلاح إلاّ في الطبقتين الأخيرتين .
وقد اشتبه الحال على السيّد الداماد ، فأورد بأنّ ما يقال : «الصَحي» ويُراد به النسبة إلى المتكلّم على معنى «الصحيح عندي» لا يستقيم على قواعد العربيّة ؛ إذ لا تسقط «تاء» الصحّة إلاّ عند «الياء» المشدّدة التي هي للنسبة إليها ، وأمّا «الياء» المخفّفة التي هي للنسبة إلى المتكلّم فلا يصحّ معها إسقاط «تاء» الكلمة أصلاً ، كسلامتي ، وكتابتي ، وصنعتي ، وصحبتي مثلاً ۱ .
ويندفع الإيراد بما يظهر ممّا سمعت : من أنّ «الصَحي» في كلام صاحب المنتقى بفتح «الصاد» وهو الرمز والإشارة ، كما يُرشد إليه الرمز في «الصَحر» وكذا في صورة «النون» كما سمعت . والمقصود بذلك : الصحيح عندي، قبال «الصَحر» المقصود : الصحيح عند المشهور من باب الرمز والإشارة ، كما مرّ . فليس «الصحي» في كلام صاحب المعالم في المنتقى ـ بكسر الصاد وتخفيف الياء ـ بمعنى الصحّة المنسوبة إلى المتكلّم كما زعمه السيّد الداماد ، حتّى يرد ما أورد .
والمعروف أنّ صاحب المعالم لا يتجاوز عن «الصَحي» في المسائل الفقهيّة ، لكن مقتضى كلامه عند الكلام في «الصَحي» و«الصَحْر» أ نّه لو قامت شهادة العدل الواحد ، أو شهادة العدلين مع كون شهادة أحدهما مأخوذة من شهادة الآخر ـ كما في توثيقات العلاّمة في الخلاصة ، حيث إنّها مأخوذة من النجاشي مع قيام القرائن الحاليّة التي يطّلع عليها الممارس ـ فهو في حكم «الصحي» عملاً ، لكنّه ذكر أ نّه أدرجه في «الصَحْر» اسما ، لكنّ الظاهر أ نّه جرى على إمكان تحصيل العلم بعدالة الرواة .
والظاهر أنّ المقصود بالقرائن المُشار إليها إنّما هو ما يفيد العلم ، فالأمر فيما

1.الرواشح السماوية : ۴۸ ، الراشحة الثالثة ، وفيها : «منسوبا إلى الصحّة ومعدودا في حكم الصحيح» ولم نعثر عليها غير هذه العبارة .


الرّسائل الرّجاليّه
288

[في بيان اصطلاح صاحب المنتقى]

إذا عرفتَ ما تقدّم ، فنقول : إنّ المحقّق قد جرى في المعارج على كون اعتبار التزكية من باب اعتبار الشهادة ۱ ، واختاره صاحب المعالم ۲ ، ومن هذا تأسيسه أساس «الصَحي» و «الصَحر» في المنتقى ۳ . والمقصود ب «الصَحي» هو الصحيح عندي ، كما أنّ المقصود ب «الصحر» هو الصحيح عند المشهور . ويمكن أن يكون «الصَحي» إشارة إلى صحيحي ، و«الصحر» إشارة إلى صحيح المشهور .
وربّما جعل السيّد السند النجفي «الصحي» إشارةً إلى صحيحي ، و «الصحر» إشارة إلى الصحيح عند المشهور ۴ . ولا دليل عليه ، بل هو بعيد . و الأمر من باب الرمز والإشارة،كما أ نّه جعل صورة «النون» من باب الرمز والإشارة إلى الحسن.
وعلى أيّ حال ، ف «الصَحي» ـ بتخفيف الياء وفتح الصاد المخفّفة لا تشديد الحاء والياء وكسر الصاد كما في «الصِحّيّ» ـ على ما اصطلحه السيّد الداماد ۵ فيما كان بعض رجال سنده بعض أصحاب الإجماع مع خروج ذلك البعض أو بعض مَنْ تقدّم على ذلك البعض عن رجال الصحّة ، والمقصود به المنسوب إلى الصحّة باعتبار دعوى الإجماع على الصحّة .
فالغرض النسبة إلى الصحّة المُستفادة من نقل الإجماع ولو في الطبقة الاُولى من الطبقات الثلاث المأخوذ فيها الإجماع على التصديق ، وليس الغرض النسبة إلى الصحّة المذكورة في ضمن التصحيح المأخوذ في دعوى الإجماع في الطبقتين الأخيرتين ، فلا بأس بتعميم التسمية والاصطلاح ، وإلاّ فلو كان المقصود

1.معارج الاُصول : ۱۴۹ .

2.معالم الدين : ۲۰۴ .

3.منتقى الجمان ۱ : ۲۲ .

4.رجال السيّد بحر العلوم ۲ : ۱۹۷ .

5.انظر الرواشح السماوية : ۴۷ - ۴۸ ، الراشحة الثالثة.

  • نام منبع :
    الرّسائل الرّجاليّه
    سایر پدیدآورندگان :
    ابوالمعالى محمد بن محمد ابراهیم کلباسى، تحقیق: محمد حسین درایتى
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6660
صفحه از 484
پرینت  ارسال به