الترجمة المشار إليها غير المصطلح عليه عند المتأخّرين» ۱ . وهو في محلّه .
فقد بانَ ضعف ما جرى عليه الشهيد الثاني في الدراية من كون الحديث بمنزلة ثقة ۲ .
وكذا ما حكم به بعض ـ نقلاً ـ في ترجمة الحسن بن عليّ بن نعمان من أنّ توصيف الكتاب بأ نّه صحيح الحديث يقتضي وثاقة الراوي ۳ .
وكذا ما يقتضيه كلام الفاضل الاسترابادي في الترجمة المشار إليها آنفا من أنّ التوصيف المشار إليه يقتضي وثاقة الراوي حال رواية أحاديث الكتاب الموصوف بصحّة أحاديثه ۴ .
فقد أجادَ مَنْ أورد عليه : بأنّ تصحيح الحديث لا يستلزم الوثاقة ؛ إذ لعلّه عرفَ من القرائن الخارجيّة ۵ .
لكن يمكن أن يقال : إنَّ تصحيح حديث الراوي ظاهرٌ في وثاقته من باب انصراف الإطلاق إلى بعض الأفراد ، لا تطرُّق الاصطلاح ، ولا الاستلزام العقلي ، بل توصيف الكتاب بأ نّه صحيح الحديث ظاهرٌ أيضا في وثاقة الراوي مطلقا .
نعم ، لا دلالة في تصحيح الحديث على كون الراوي إماميّا رأسا ، سواء كان في حقّ الراوي أو في حقّ الكتاب ، فلا دلالة في تصحيح حديث الكتاب على كون الراوي إماميّا حال رواية أحاديث الكتاب .
إلاّ أن يقال : إنّه لا مجالَ لدعوى الانصراف إلى العدالة بالمعنى الأخصّ ، والانصراف إلى العدالة بالمعنى الأعمّ محلّ المنع .