223
الرّسائل الرّجاليّه

ومصعب ۱ بن يزيد ۲ .
وقد جرى غيرُ واحدٍ على دلالتهِ على العموم .
وظاهر الكلام المحكي عن العلاّمة البهبهاني الميلُ إلى دلالته على نوعٍ من المدحِ ؛ بملاحظة أ نّه من قبيل «ليس بذاك الثقة» ، والغرضُ أ نّه ليس بذلك في الوثاقة ، فالمقصودُ أ نّه ليس بحيث يوثق به وثوقا تامّا ، ومقتضاه ثبوت نوعٍ من الوثوق .
أقول : إنّ المقام وإن يقتضي تعيينَ المضمر في الوثاقة بمعنى الاعتماد في النقل على حسب ما تقدّم في «ثقة» خصوصا بملاحظة «ليس بذاك الثقة» لكن ذكَر النجاشي والعلاّمة في الخلاصة في ترجمة عليّ بن أبي صالح أ نّه «لم يكن بذاك في المذهب والحديث وإلى الضعف ما هو ۳ » ۴ ومقتضاه عموم المضمر بمعنى التعدّد ، كما هو الحال في باب عموم المقتضي لو لم نقل بظهور العموم في نفسه ، ف «ليس بذاك» بمنزلة «ليس على ما ينبغي» كما تعارفَ في الكلمات ، بل يستعمل «ليس بذالك» في كلام غير أهل الرجال في تضعيف الكلام ، حيث يقال : «فلان كذا وليس بذاك» .
لكن يمكن أن يقال : إنّه بعد فرض ظهور المضْمَر في الوثاقةِ فظهورُ خلافِ الظهور على وجه الندور لا يوجبُ الفتورَ والقصورَ في الظهور ، فلا يرتفع ظهور المضمر في الوثاقة لمجرّد قوله : «ليس بذاك في المذهب والحديث» .
وأمّا كون المضمر كمال الوثوق أو نفس الوثوق ، فلعلّ القولَ بالأخير أوثق . والأمرُ من باب اختلاف رجوع النفي إلى القيد والمقيّد باختلاف كونه مذكورا

1.قوله : «مصعب» بضمّ الميم وسكون الصاد المهملة وفتح العين المهملة والباء الموحّدة (منه عفي عنه) .

2.رجال النجاشي : ۴۱۹ / ۱۱۲۲ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۶۱ / ۱۳ .

3.قوله : «وإلى الضعف ما هو» الظاهر أنّ «ما» نافية ، والغرض أ نّه ليس على حدّ الضعف ، فالغرض أ نّه لم يبلغ إلى الضعف ؛ فالمقصود أ نّه قريب إلى الضعف (منه عفي عنه) .

4.رجال النجاشى : ۲۵۷ / ۶۵۷ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۳۴ / ۲۱ .


الرّسائل الرّجاليّه
222

الاجتناب عمّا ثبتَ حرمته ؛ فتجنُّبُ الأوّلِ أزيد .
لكنّ الوجهَ المذكورَ بعيدٌ في «ليس بذاك الثقة» فالظاهرُ أنّ المقصودَ بالوثاقة فيه الاعتماد .
ويمكن أن يقالَ : إنّه لو كانت العدالة من باب الملكة ، فلابدّ من كون الغرض في المقام هو نفي زيادة الملكة .
وهو بعيد وخلاف الظاهر المتعارَف في المحاورات ، كما مرّ ، فالمقصود بالوثاقة في المقام هو الاعتماد ولو كانت العدالة من باب الملكة .

[ في قولهم : «ليس بذاك الثقة في الحديث» ]

وبما ذَكَرنا يظهر الحال في «ليس بذاك الثقة في الحديث» كما ذكره في الفهرست في ترجمة أحمد بن عليّ أبي العبّاس الرازي الخضيب الأيادي ۱ ، ولعلّه سقط «في الحديث» في كلام مَنْ ذكر أ نّه ذُكر ليس بذاك الثقة في بعض التراجم .
ثمّ إنّه قد يقال : «ليس بذاك» كما ذكره النجاشي في ترجمة أحمد المذكور نقلاً عن بعض الأصحاب ۲ وحنظلة بن زكريّا ۳ وفضل ۴ بن أبي قُرّة ۵ ، ۶

1.الفهرست : ۳۰ / ۹۱ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۰۴ / ۱۴ ، وفيه : «لم يكن بذاك الثقة» .

2.رجال النجاشي : ۹۷ / ۲۴۰ .

3.رجال النجاشي : ۱۴۷ / ۳۸۰ . وفيه : «لم يكن بذلك» .

4.وقيل في تفسير «ليس بذاك» في ترجمة فضل بن أبي قرّة أي : في كمال الفقه . هذا ، وفي ترجمة عبدالرحمن بن نهيك «لم يكن في الحديث بذاك» وفي ترجمة عيسى بن المستفاد «ولم يكن بذاك» . (منه عفي عنه) .

5.رجال النجاشي : ۳۰۸ / ۸۴۲ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۴۶ / ۳ . وفيه : «لم يكن بذاك» .

6.قوله: «أبي قرة» بالقاف المضمومة والراء المهملة المشدّدة (منه عفي عنه).

  • نام منبع :
    الرّسائل الرّجاليّه
    سایر پدیدآورندگان :
    ابوالمعالى محمد بن محمد ابراهیم کلباسى، تحقیق: محمد حسین درایتى
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6714
صفحه از 484
پرینت  ارسال به