207
الرّسائل الرّجاليّه

في باب هشام المشرقي ۱ .
لكن يمكن أن يقال:إنّه بناءً على تطرّق الاصطلاح في «ثقة»إنّما هو في الكلمات المدوّنة من أرباب الرجال ولم يتطرّقْ الاصطلاحُ عليه في محاورات الرواة كما مرّ ، فالسؤال في المقام إنّما كان عن الوثاقة بالمعنى اللغوي ، أعني الاعتماد .
والظاهرُ في المقام كونُ الغرض الاعتمادَ في جميع المراحل أي العدالة ؛ إذ الظاهر أنّ الداعي على السؤال هو تعرّف صدق المسؤول عن وثاقته أعني السالم ؛ لأنّه كانَ المدارُ في أعصار الحضور على الصدْق ، وهذا يتأتّى ولو قلنا بأنّ الغرضَ من «ثقة» في كلمات أرباب الرجال هو بيانُ حال الراوي ، ولا ينحصر الغرض في إظهار الصدق .
فالظاهر الاعتمادُ في جميع المراحل أي العدالة ؛ إذ ليس في البين ما يوجب الانصرافَ إلى بعض المراحل أعني النقل .
أو قلنا : إنّ الظاهرَ من تدوين الوثاقة بالمعنى اللغوي هو كونُها من جهة استئناس العدالة ، أو قلنا بكون الغرض من «ثقة» في كلمات أرباب الرجال العدالَةَ بملاحظة اشتراطها ممّن اشترط .
فالصلاحُ في الجواب فوقَ الوثاقة ، بناءً على ظهوره عرفا في العدالة أو ما فوقَها ، وإلاّ فيمكن القولُ بظهوره في الصلاح في النقل ، بل هذا مقتضى ظهور تطابق الجواب والسؤال ، لفرض كون السؤال عن الاعتماد في النقل .

[ فى اتّحاد سالم بن مكرم مع سالم بن أبي سلمة ]

ثمّ إنّ سالم بن مكْرم يكنّى بأبي خديجة ، وقال النجاشي : «إنّ كنيته كانت أبا خديجة ، والصادقُ عليه السلام كنّاه أبا سلمة» ۲ . لكن ذكَر الشيخُ في الفهرست أنّ أبا سلمة

1.رجال الكشّي ۲ : ۷۹۰ ، ذيل الرقم ۹۵۵ .

2.رجال النجاشى : ۱۸۸ / ۵۰۱ .


الرّسائل الرّجاليّه
206

فضّال توثيق مسمع ۱ بناءً على عدم اشتراط ما يتأتّى في الأسانيد ممّا في حُكْم حَمْل المطلق على المقيّد باتّحاد الراوي .
وبملاحظة ما نقله الكشّي في ترجمة أحمد بن عائذ عن ابن مسعود أ نّه قال: «سألتُ عليّ بن الحسن بن فضّال عن أحمد بن عائذ كيف هو ؟ قال : صالح» ۲ .
وكذا ما نقله الكشّي أيضا في ترجمة إسماعيل حقيبة عن ابن مسعود أ نّه قال : «سألتُ علي بن الحسن بن فضّال عن إسماعيل حقيبة ، قال : صالح» ۳ .
وبملاحظة أنّ أحمد بن عائذ ـ على ما ذكره النجاشي ـ صحَب سالم بن مكرم وأخَذ عنه ، وقد سمعتَ سؤالَ ابن مسعود عن عليّ بن الحسن بن فضّال عن حاله ۴ ؛ فالظاهر كون المسؤولِ عنه في المتصاحبين متّحدا في البين .
وربّما يقال : إنّ المقصودَ بعليّ بن الحسن في المقام هو عليّ بن الحسن الطاطري .
ويظهرُ ضعفه بما سمعت ، مضافا إلى اشتهار عليّ بن الحسن بن فضّال .
وبالجملة ، فقد حكى الفاضل الخواجوئي أ نّه يظهر من الجواب المذكور أنّ الصلاحَ فوق الوثاقة ، أو بالعكس .
واستظهرَ الأوّل تعليلاً بأنّ الصالحَ هو الخالصُ عن كلّ فساد ، وحكى عن قائلٍ أنّ الصالحَ هو المقيم بما يلزمه من حقوق اللّه وحقوق الناس .
وحكى عن الزجّاج في معاني القرآن أنّ الصالح هو الذي يؤدّي إلى الناس حقوقهم .
أقول : إنّه يمكن القول بمساواة الصلاح للوثاقة بناءً على كون المقصود بالوثاقة العدالةَ ، فيكون الجواب بالوثاقة كما تقدّم في جواب حَمْدويه عن الكشّي

1.رجال الكشّي ۱ : ۳۱۰ / ۵۶۰ .

2.رجال الكشّي ۲ : ۶۵۳ / ۶۷۱ .

3.رجال الكشّي ۲ : ۶۳۴ / ۶۳۷ .

4.رجال النجاشي : ۹۸ ـ ۹۹ / ۲۴۶ . رجال الكشّي ۲ : ۶۵۳ / ۶۷۱ .

  • نام منبع :
    الرّسائل الرّجاليّه
    سایر پدیدآورندگان :
    ابوالمعالى محمد بن محمد ابراهیم کلباسى، تحقیق: محمد حسین درایتى
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6873
صفحه از 484
پرینت  ارسال به