حيث إنّ كتابه موضوع لذكر رجال ورد في بابهم رواية بالمدح أو القدح ليس إلاّ ، كما صرّح به المولى التقيّ المجلسي ۱ ، بل يظهر هذا المقال بالتتبّع في الاختيار المختصر من كتابه ۲ في هذه الأعصار على ما حرّرناه في بعض الفوائد المرسومة في ذيل الرسالة المعمولة في الحسين بن محمّد الذي يروي عنه الكليني . نعم ، يأتي بكلامٍ يتعلّق بحال الشخص في بعض الأحيان .
وبالجملة ، فليس استفادة إماميّته من ذكر «ثقة» في ترجمته بتوسّط دخولها بتطرّق الاصطلاح ، بل إنّما هو بتوسّط السكوت عن سوء المذهب في غير كلام الكشّي . وأمّا كلامه فهو خالٍ عن التوثيق والتجريح غالبا .
لكنّ الشهيد في الذكرى عند الكلام في عدد صلاة الجمعة قد استند على اعتبار الحَكَم بن مسكين بأ نّه ذكره الكشّي ولم يتعرّض له بذمّ ۳ .
وفيه : أ نّه لو جرى الكشّي على شرح الحال ـ وهو في غاية النُدرة ـ فالسكوتُ عن المذهب ظاهر في الإماميّة ، كما هو الحال في غير الكشّي ، فمَنْ كان إماميّا من أهل الرجال لو لم يكن كتابه موضوعا لذكر الإماميّين ، لكان السكوت عن الذمّ لا دلالة فيه على الاعتبار كما هو الحال .
لكن قد يقال : إنّ طريقة أهل الرجال وسيرتهم المستمرّة التي كان أمرهم عليها من قديم الزمان ـ سواء كانوا من أصحابنا الإماميّة كالشيخ والنجاشي والكشّي وغيرهم ، أو من العامّة ـ أنّهم لا يسكتون عن مذهب الراوي واعتقاده ، إلاّ فيمن ثَبَتَ عندهم موافقة مذهبه لمذهبهم واعتقادهم ، فإذا لم يذكروا من مذهبه شيئا ، فظاهرهم أ نّهم يعتقدون كونه موافقا لهم في الاعتقاد .
وبالجملة ، بناؤهم على ذكر المخالفة وعدم العلم بالموافقة ، لا على ذكر