47
الرّسائل الرّجاليّه

توصيف الحسين بن محمّد الأشناني بالعدل ۱ ؛ لعدم اتّفاق دعوى تطرّق الاصطلاح في العدل بدخول الضَبْط في مفهومه . وعلى ذلك المنوال الحال في سائر ألفاظ التوثيق بناءً على دلالتها على التوثيق .
ويرشد إليه أيضا بناؤهم على عدّ الخبر موثّقا لو كان مَنْ ذُكِرَ في ترجمته «ثقة سيّء المذهب» مثلاً ؛ لعدم اتّفاق دعوى دخول الضبط فيه من أحدٍ ؛ إذا ۲ ما ادّعي الاصطلاح فيه إنّما هو «ثقة» في باب الإمامي .
وكذا بناؤهم على حُسْن الخبر لو كان الراوي مَمْدوحا ؛ لعدم دخول الضبط في مدلول ۳ ألفاظ المدح بلا كلام من أحدٍ ، (وكذا بناء المتأخّرين ممّن خمّس الأقسام بالقوي على قوّة الخبر لو كان الراوي سيّء المذهب ومذكورا بالمدح ؛ لعدم دخول الضبط في مداليل ألفاظ المدح بلا كلام من أحد) ۴ كما سمعت .

وربّما استدلّ الفاضل الخواجوئي على ذلك بأنّ حبيب بن المعلّى الخثعمي قد وثّقه النجاشي بقوله : «ثقة ثقة» وهو غير ضابط ۵ ؛ حيث إنّه كثير السهو كما اعترف به نفسه على ما رواه في الفقيه في باب ما يصلّى فيه وما لا يصلّى فيه من الثياب وجميع الأنواع أ نّه سأل أبا عبد اللّه عليه السلامفقال : إنّي رجلٌ كثيرُ السهو ، فما أحفظ صلاتي إلاّ بخاتمي اُحوّله من مكان إلى مكان ؟ فقال : «لا بأس» ۶ بناءً على أنّ السائل هو الخثعمي بشاهدة ما ذكره في المشيخة بقوله : وما كان فيه عن حبيب بن المعلّى فقد رويته عن أبي رضى الله عنه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن محمّد بن

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام ۱ : ۱۴۱ ، ح ۴۰ ، باب ۱۱ ، في سؤال اليهودي . والأشنان ـ بالضمّ والكسر ـ معروف وبائعه الاُشناني .

2.كذا في النسخ ، والأنسب : «إذ» .

3.في «د» : «مداليل» .

4.ما بين القوسين ليس في «د» .

5.الفوائد الرجالية للخواجوئي : ۱۷۶ .

6.الفقيه ۱ : ۱۶۶ ، ح ۷۷۷ ، باب ما يصلّى فيه وما لا يصلّى فيه من الثياب .


الرّسائل الرّجاليّه
46

[ الضبط غير داخل في معنى «ثقة» ]

فنقول : إنّ الظاهر ـ بل بلا إشكال ـ أنّ الضبط عند أهل الرجال موكولٌ ومُحالٌ إلى الغَلَبَة ، والضَبْط هو الأصل ، وليس داخلاً في معنى اللفظ ، أعني «ثقة» .

ويرشد إلى ذلك التعرّضُ بسوء الحفظ في بعض التراجم نادرا ، كما في ترجمة محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى ۱ ، وسِمَاك ۲ بن حرب ۳ ، وفي ترجمة أبي بكر بن عيّاش : أ نّه لمّا كَبُرَ ساء حَفْظُه ۴ ؛ أنّ بناء الأصحاب على صحّة خبر مَنْ ذُكر «ثقة» في ترجمته ليس في إحراز الضبطْ على استفادته من هذه اللفظة ، بل على الحمل على الغالب ۵ .
ويرشد إليه بناؤهم على صحّة الخبر لو كان التوثيق بغير «ثقة» نحو «عدل» كما في ترجمة معاوية بن حكيم ۶
، أو «العدل» كما في ترجمة أحمد بن محمّد الصائغ ۷ .
وقال النجاشي في ترجمة عبيداللّه بن زياد : «وكان أبو القاسم بن سَهْل الواسطي العدل» ۸ انتهى .
وفي بعضِ أخبار العيون في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الأخبار في التوحيد

1.خلاصة الأقوال : ۱۶۵ / ۱۸۵ وفيها : «روى ابن عقدة ، عن عبد اللّه بن إبراهيم بن قتيبة ، عن ابن نمير ، وسئل عن ابن أبي ليلى فقال : كان صدوقا مأمونا ولكنّه سيّء الحفظ جدّا» .

2.قوله : «وسِماك» بكسر السين المهملة وتخفيف الميم كما في التوضيح (منه عفي عنه) .

3.انظر قاموس الرجال ۵ : ۳۰۷ / ۳۴۲۱ .

4.انظر ميزان الاعتدال للذهبي ۷ : ۳۳۷ / ۱۰۰۲۴ .

5.كذا .

6.انظر خلاصة الأقوال : ۱۶۷ / ۳ .

7.الأمالي للصدوق : ۱۴۴ ، ح ۵ ، المجلس الثاني والثلاثون ؛ و ۴۵۳ ، ح ۵ ، المجلس الثالث والثمانون . وانظر منتهى المقال ۱ : ۳۲۹ / ۲۳۴ .

8.رجال النجاشي : ۲۳۲ / ۶۱۷ . وفيه : «عبيداللّه بن أبي زيد» .

  • نام منبع :
    الرّسائل الرّجاليّه
    سایر پدیدآورندگان :
    ابوالمعالى محمد بن محمد ابراهیم کلباسى، تحقیق: محمد حسین درایتى
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6683
صفحه از 484
پرینت  ارسال به