251
الرّسائل الرّجاليّه

الترجمة المشار إليها غير المصطلح عليه عند المتأخّرين» ۱ . وهو في محلّه .
فقد بانَ ضعف ما جرى عليه الشهيد الثاني في الدراية من كون الحديث بمنزلة ثقة ۲ .
وكذا ما حكم به بعض ـ نقلاً ـ في ترجمة الحسن بن عليّ بن نعمان من أنّ توصيف الكتاب بأ نّه صحيح الحديث يقتضي وثاقة الراوي ۳ .
وكذا ما يقتضيه كلام الفاضل الاسترابادي في الترجمة المشار إليها آنفا من أنّ التوصيف المشار إليه يقتضي وثاقة الراوي حال رواية أحاديث الكتاب الموصوف بصحّة أحاديثه ۴ .
فقد أجادَ مَنْ أورد عليه : بأنّ تصحيح الحديث لا يستلزم الوثاقة ؛ إذ لعلّه عرفَ من القرائن الخارجيّة ۵ .
لكن يمكن أن يقال : إنَّ تصحيح حديث الراوي ظاهرٌ في وثاقته من باب انصراف الإطلاق إلى بعض الأفراد ، لا تطرُّق الاصطلاح ، ولا الاستلزام العقلي ، بل توصيف الكتاب بأ نّه صحيح الحديث ظاهرٌ أيضا في وثاقة الراوي مطلقا .
نعم ، لا دلالة في تصحيح الحديث على كون الراوي إماميّا رأسا ، سواء كان في حقّ الراوي أو في حقّ الكتاب ، فلا دلالة في تصحيح حديث الكتاب على كون الراوي إماميّا حال رواية أحاديث الكتاب .
إلاّ أن يقال : إنّه لا مجالَ لدعوى الانصراف إلى العدالة بالمعنى الأخصّ ، والانصراف إلى العدالة بالمعنى الأعمّ محلّ المنع .

1.انظر عدّة الرجال ۱ : ۳۴۸ .

2.الدراية :۷۶ .

3.انظر منتهى المقال ۲ : ۴۳۶ / ۷۷۵ .

4.منهج المقال : ۱۰۵ .

5.منتهى المقال ۲ : ۴۳۷ / ۷۷۵ .


الرّسائل الرّجاليّه
250

[إطلاق الصحّة باصطلاح القدماء]

والظاهر أنّ من إطلاق الصحّة باصطلاح القدماء قول أهل الرجال : «صحيح الحديث» كما في ترجمة أنس بن عياض ۱ ، وعبدالسلام بن صالح أبي الصلت الهروي ۲ ، وأحمد بن إسماعيل ۳ .
وربما حكم الفاضل الجزائري في ترجمة عبدالسلام بأنّ قولهم : «صحيح الحديث» يُنافي كون الراوي عامّيا ۴ .
ومقتضاه : كون رجال أسانيد الفقيه من المذكورين والمحذوفين من رجال الصحيح ، نظرا إلى ما ذكره في أوّل الفقيه من أنّ ما أورد فيه ممّا يحكم بصحّته ۵ .
وقد حكم الفاضل الاسترابادي في شرح مشيخة الفقيه في حقّ جماعة من رجال طُرُق الفقيه بالجهالة إلاّ ما يظهر ممّا ذكره في أوّل الفقيه .
ومقصوده : إمّا كونهم من رجال الصحيح بملاحظة ما ذكره في أوّل الفقيه ممّا ذكر ، أو كونهم معتبرين بملاحظة ما ذكره في أوّل الفقيه من أنّ الفقيه مُستخرَج من كتب مَشهورة ، عليها المُعوّل وإليها المرجع .
وأورد على الفاضل الجزائري المحقّق الشيخ محمّد : بأنّ الصحيح عند المتقدّمين ليس المراد به ما يرويه الإمامي ، بل معناه ما ثبت بالأصل المأخوذ منه بأيّ نوع كان من أنواع الثبوت .
وبمعناه ما أوردَ به الفاضل الكاظمي من أنّ : «الصحيح في كلام النجاشي في

1.رجال النجاشي : ۱۰۶ / ۲۶۹ .

2.رجال النجاشي : ۲۴۵ / ۶۴۳ .

3.لم ترد هذه العبارة في ترجمة أحمد بن إسماعيل .

4.حاوي الأقوال ۲ : ۱۱۰ .

5.الفقيه ۱ : ۳ ، مقدمة الكتاب .

  • نام منبع :
    الرّسائل الرّجاليّه
    سایر پدیدآورندگان :
    ابوالمعالى محمد بن محمد ابراهیم کلباسى، تحقیق: محمد حسین درایتى
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6750
صفحه از 484
پرینت  ارسال به