173
الرّسائل الرّجاليّه

ومقتضى صريح القاموس أنّ الأفلح مشقوق الشفة السفلى ولو كان الأعلم مشتركا ، قال : الأفلح محرّكةً في الشفة السفلى ۱ . وقد حكى في التوضيح في بحث الإضافة وبحث النداء عن الأعلم مضمونا ، وذكر في التصريح في البحث الأوّل أ نّه لُقِّبَ بالأعلم ؛ لأنه كان مشقوق الشفة العليا .

[ لو اتّفق التوثيق في أواسط العنوان أو آخره : ]

بقي أ نّه لو اتّفق التوثيق في أواسط العنوان أو آخره ، فحينئذٍ لا مجال لعوده إلى صاحب العنوان ، ويتردّد الأمر بين عوده إلى المضاف أو المضاف إليه . ولا ترجيح للعود إلى المضاف على العود إلى المضاف إليه ؛ لكون المضاف مثل المضاف إليه في جهة التبعيّة لصاحب العنوان ، فلا ترجيح له عليه ؛ لانحصار جهة رجحان المضاف على المضاف إليه في جهة الأصليّة ، أعني كونه مقصودا بالأصالة ، والمفروض كونه مثل المضاف إليه في التبعيّة ؛ بل القرب يقرّب العود إلى المضاف إليه ، نظير الاستثناء الوارد عقيب الجُمل المتعاطفة على القول بكونه موضوعا لمطلقِ الإخراج بناءً على العود إلى الأخيرة .
ونظير ذلك قول النجاشي : «أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر ـ وهو الذي قُتل مع الحسين بن علي بكربلاء ـ ابن حسّان بن شريح» ۲ إلى آخره ؛ حيث إنّ قوله : «هو الذي قُتل مع الحسين بن عليّ» لا مجال لعوده إلى أحمد بن عامر ، فيتردّد عوده بين العود إلى وهب وإلى عامر ، إلاّ أنّ الظاهر العود إلى عامر ، لكن جرى بعضُ الأعلام على العود إلى وهب .
وكذا قول النجاشي في ترجمة الحسين بن عليّ بن الحسين بن محمّد بن يوسف الوزير : «وأُمّه فاطمة بنت أبي عبد اللّه محمّد بن إبراهيم بن جعفر

1.القاموس المحيط ۱ : ۲۴۹ (فلح) .

2.رجال النجاشي : ۱۰۰ / ۲۵۰ .


الرّسائل الرّجاليّه
172

الوجود قليلَ الوقوع ، إذ الظاهرُ أنّ المقصودَ بالأعلم هو مشقوقُ الشفة العليا خلاف الأفلح بالفاء والحاء المهملة حيث إنّه بمعنى مشقوق الشفة السفُلى .
قال في الصحاح : «وعلم الرجل يعلم علما إذا صار أعلم ، وهو المشقوق الشفة العليا والمرأة علماء» ۱ .
وفي المصباح : «والعَلَمَة والعَلَم محرّكتين شَقٌّ بالشَفة العليا ، يقال : علم الرجال علما إذا صار أعلم ، والمرأة عَلْماء مثل أحْمَر وحَمْراء» ۲ .
وفي المجمع : «الأعلم مشقوق الشفة العليا ، يقال : علم الرجل علما إذا صار أعلم ، والمرأة علماء ، مثل : أحمر وحمراء» ۳ .
لكن قال في القاموس : «العَلَمَةُ والعلَمُ محرّكتين شقٌّ في الشفة العليا ، أو في أحد جانبيها ، عَلِمَ كفَرِحَ فهو أعلم» ۴ .
ومقتضاه اشتراك الأعلم بين مشقوق الشفة العليا ومشقوق أحد جانبيها .
لكنّه نادرٌ بالإضافة إلى كلمات صاحب الصحاح والمصباح والمجمع ، المقتضية لاتّحاد المعنى وتعيّنه في مشقوق الشفة العليا ، بل الظاهر أنّ الأعلم في مشقوق الشفة العليا أشهرُ على تقدير الاشتراك ؛ لبُعْد عدم الاطّلاع على المعنى الآخر عن مشقوق أحد جانبي الشفة العليا على تقدير الاشتراك .
فالظاهر أنّ المقصود بالأعلم في المقام هو مشقوق الشفة العليا ، وهو على تقدير الاشتراك ، فتدبّر ۵ .

1.الصحاح ۵ : ۱۹۹۰ (علم) .

2.المصباح المنير : ۴۲۷ (علم) .

3.مجمع البحرين ۲ : ۲۳۸ (علم) .

4.القاموس المحيط ۴ : ۱۵۵ (علم) .

5.«فتدبّر» إشارة إلى بُعْد الاقتصار على أحد معنيي المشترك بواسطة الاشتهار على الاطّلاع على المعنى الآخَر (منه عفي عنه) .

  • نام منبع :
    الرّسائل الرّجاليّه
    سایر پدیدآورندگان :
    ابوالمعالى محمد بن محمد ابراهیم کلباسى، تحقیق: محمد حسین درایتى
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6954
صفحه از 484
پرینت  ارسال به