والتعديل ، فإنّ التراجم خالية عنهما في الأغلب .
[ توثيق البعض في ترجمة الغير ]
ومع هذا نقول : إنّه على تقدير عود التوثيق إلى المذكور بالتبع يلزم توثيقَه في غير ترجمته لو كانت ترجمته ساكتةً عن حاله،ويلزم تكرار التوثيق لو كانت ترجمته ناطقةً بتوثيقه ، والتأسيس أولى من التأكيد ، كما ذكره الفاضل العناية ۱ ، إلاّ أنّ هذا الحديثَ مشهورٌ ، لكنّ المدار في باب الألفاظ على الظهور ، ولا عبرةَ بغيره .
والظاهرُ أنّ المقصودَ منه الأولويّةُ في باب المتّصل وإن يتأتّى القدحُ فيه
بظهور التكرار في التأكيد ولو أمكن التأسيس . نعم يمكنُ دعوى غلبة التأسيس في باب المنفصل أيضا ، لكن لا سكونَ ولا ركونَ إليه في أمثال المقام .
ومع هذا نقول : إنّه قد ذكر الفاضل العناية أنّ النجاشي لم يذكر التوثيق لرجل مرّتين ، سواء ذكره فيه بالأصالة أو بالتبع ، كما في محمّد بن عطيّة في ترجمة أخيه الحسن ۲ .
لكن يمكن القدح فيه صدرا وذيلاً :
أمّا الأوّل : فبأنّ دعوى عدم تكرار التوثيق في باب المذكور بالتبع من باب المصادرة على المدّعى .
وأمّا الثاني : فبأنّ ما ذكره من توثيق النجاشي محمّد بن عطيّة في ترجمة أخيه الحسن غير ثابت على وجه التسلّم ، كما هو ظاهر كلامه ؛ إذ قال النجاشي في ترجمة الحسَن بن عطية : «ثقة ، وأخواه أيضا محمّد وعليّ كلّهم رووا عن أبي عبد اللّه عليه السلام» ۳ .