113
الرّسائل الرّجاليّه

الظاهر أنّها غير مرادة كما سمعت ، بل لا إشكال في عدم إرادتها بشهادة ما ذكره في الاستناد .
ومع ذلك ، التفصيلُ المزبور لا وَقْعَ له بملاحظة نُدْرة تعرّض المعاصر للمعاصر بعد نُدْرة لياقة المعاصر للتعرّض ، بل عدم اتّفاق التوثيق المزبور من المعاصر ، كما مرّ .
وبما سمعت يظهر الحال في «كان ثقةً في الحديث» كما في ترجمة أحمد بن إبراهيم أبي رافع ۱ ، وحمّاد بن عيسى ۲ ، وعليّ بن الحسن الطاطريّ ۳ ، و «كان من ثقات أصحابنا» كما في ترجمة ثابت بن دينار أبي حمزة الثمالي ۴ ، و«كان وجها من أصحابنا» كما في ترجمة ثعلبة بن ميمون ۵ . وكذا الحال في «كان ضعيفا» كما في ترجمة عبدالرحمن بن كثير ۶ ، و«كان ضعيفا في الحديث» كما في ترجمة
جعفر بن محمّد بن مالك ۷ ، لو قلنا باطّراد الكلام في الأخيرين .

الخامس : [ في اصطلاح : «كما يكون ثقة» ]

أ نّه قد ذُكر في بعض التراجم «كما يكون الثقة» كما في ترجمة سليمان بن خالد ، حيث إنّه سأل حَمْدويه ـ على ما نقله الكشّي ـ عن أيّوب بن نوح عن حال

1.رجال النجاشي : ۸۴ / ۲۰۳ .

2.رجال النجاشي : ۱۴۲ / ۳۷۰ . وفيه : «كان ثقة في حديثه» .

3.رجال النجاشي : ۲۵۴ / ۶۶۷ . وفيه : «كان فقيها ثقة في حديثه» ؛ خلاصة الأقوال : ۲۳۲ / ۴ .

4.رجال النجاشي : ۱۱۵ / ۲۹۶ . وفيه : «كان من خيار أصحابنا وثقاتهم» .

5.رجال النجاشي : ۱۱۷ / ۳۰۲ . وفيه : «كان وجها في أصحابنا» ؛ خلاصة الأقوال : ۳۰ / ۱ .

6.رجال النجاشي : ۲۳۴ / ۶۲۱ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۳۹ / ۳ .

7.رجال النجاشي : ۱۲۲ / ۳۱۳ ؛ خلاصة الأقوال : ۲۱۰ / ۳ .


الرّسائل الرّجاليّه
112

الاستقراء في كلمات أرباب الرجال يقضي القطع بأنّ «كان ثقة» بمثابة «ثقة» ولم يُقْصَد من «كان ثقة» أزيد ممّا قصد ب «ثقة» .
هذا هو الكلام في شرح الحال من اللاحق للسابق كما هو غالب الوقوع في الرجال ؛ لنُدرةِ تعرّض المعاصر للمعاصر ، بل نُدرة لياقة المعاصر للتعرّض ، بل التوثيقُ المزبور مفقودُ الأثر في الرجال ، إلاّ في باب السؤالات من بعض الرواة عن حال بعضٍ آخر منهم لو فرض كون المسؤول عن حاله في الحياة ، وتلك السؤالات مذكورةٌ في الرجال وتأتي طائفة منها .
وأمّا لو كان التوثيق المزبور في كلام المعاصر ، فظاهره الرجوع إلى حال التوثيق ، ولا أقلّ من السكوت عن الحال حال التوثيق . وأمّا الزمانُ المتأخّر عن الإخبار فهو مسكوتٌ عنه ، كما هو ظاهرٌ غاية الظهور .
وربّما احتمل شَيْخُنا السيّد وجوها في المقام : كون التوثيق المزبور بمثابة «ثقة» وكونه آكد ، وكون المراد الوثاقة في بُرْهة من الزمان مع السكوت عمّا لحق ، أو الدلالة على الرجوع ، والتفصيل بين ما إذا صدر من لاحقٍ فالثاني ، أو معاصرٍ فالثالث . واختار الأخير ؛ نظرا ـ في كونه بمثابة «ثقة» لو كان من اللاحق ـ إلى أ نّه وإن أفاد سبق زمان الوثاقة لكن بالنسبة إلى الإخبار من جملة أزمان وجود الموضوع ، المتقدّمة بحذافيرها على زمان الإخبار في كونه آكدٌ إلى قضيّة كون
الإظهار أقوى من الإضمار ؛ لكون الأمر في «كان» من باب إظهار الرابطة المطويّة . وفي السكوت عمّا لحق من بُرْهة من زمان الوثاقة إلى أ نّه إذا أخبر المعاصرُ بذلك أفادَ الوثاقة في برهة من أزمنة وجود الموضوع المتقدّمة على زمان الإخبار ، وهو ساكت عن حاله زمان الإخبار وفيما بعده لو لم يشعر بالخلاف في زمان الإخبار .
ولا بأس بما ذكره إلاّ دعوى التأكّد ، فإنّها يظهر الكلام فيها بما مرّ . والظاهر أنّ المقصودَ بالتأكّد هو قوّة الدلالة على الوثاقة ، لا الدلالة على قوّة الوثاقة ، كما يمكن دعوى التأكّد بالوجه الأخير في «ثقة ثقة» وإلاّ فدعوى التأكّد ظاهرة الفساد . لكنّ

  • نام منبع :
    الرّسائل الرّجاليّه
    سایر پدیدآورندگان :
    ابوالمعالى محمد بن محمد ابراهیم کلباسى، تحقیق: محمد حسین درایتى
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6884
صفحه از 484
پرینت  ارسال به