111
الرّسائل الرّجاليّه

بـ «كان ثقةَ» هو امتداد الوثاقة ؛ قضيّة ظهور اتّحاد السياق .
وبالجملة ، فالظاهر أنّ التعبير ب «كان ثقةً» بدل «ثقة» من باب التفنّن في الكلام ، والتعبير بهما من باب التعبير عن المعنى المتّحد بالوجه المختلف . بل الاستقراء في كلمات الرجال يوجب القطع بذلك ، بل من جهة وضوح الأمر أ نّه لم يتعرّض ل «كان ثقةً» ـ فيما ظفرتُ به ـ غير شيخنا السيّد .
ويمكن أن يقال : إنّ دلالة «كان ثقةً» على الوثاقة أقوى من دلالة «ثقة» بملاحظة أنّ «كان» من باب الربط بين المبتدأ والخبر ، والرابطة المطويّة في الجملة إذا اُظهرت ۱ تكون الدلالة على الثبوت أقوى .
لكن نقول : إنّ قوّة الدلالة محلّ المنع ؛ إذ لا اعتدادَ بالفرق بين الإخبار والإظهار على تقدير ظهور الإخبار كما في المضمار ، والأمر فيه من باب التصريح بما عُلِمَ ضِمْنا .
وعلى هذا العيارِ المعيارُ في سائر موارد التصريح بما عُلم ضمنا بلا عِثار ، كيف !؟ ولا فرق بين أن يقال : «صلّى زيد أوّل الزوال» أو يقال : «كان زيدٌ يصلّي أوّل الزوال» وأمثالُ هذا لا تحصى .
نعم ، الإخبار لو كان غيرَ ظاهرِ ، فالإظهارُ يوجبُ قوّةَ الدلالة بلا عثار .
لكن يمكنُ أن يقال : إنّ الإطناب أصرحُ وأقوى دلالةً ؛ لبُعده عن الغفلة ، نظير
ما ذكرناه في الأُصول في باب الترجيح في تعارض الأخبار : من أنّ طول الكلام في أحد المتعارضين ـ كما في بعض الأخبار الدالّة على وقوع الاختلاف ۲ في القرآن ـ يوجب ترجيحه بقوّة الظنّ في جانبه ؛ لبُعد طول الكلام عن الوضع .
لكنّ المقالَة المذكورة تجدي في قوّة الظنّ بالواقع ، لا قوّة الدلالة ، مع أنّ طول الكلام بهذا المقدار القليل لا اعتداد به عرفا ، مضافا إلى ما سمعْتَ من أنّ

1.في «ح» : «ظهرت» .

2.في «د» : «الاختلال» .


الرّسائل الرّجاليّه
110

وداوود بن النعْمان ۱ ،وريّان بن الصّلت ۲ ، ۳ وعبدالعزيز بن عبد اللّه بن يونس ۴ ، وحمّاد بن عيسى ۵ ، وحميد بن زياد ۶ ، وجعفر بن محمّد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب ۷ . ۸ ولا خفاء في كون «الكون» في المقام ناقصا ؛ لكون المدار في التماميّة على كون «الكون» بمعنى مصدر الفعل اللازم ، أي الحصول ، ولا مجال له في المقام ، فاحتمال التماميّة في «الكون» من شيخنا السيّد في كمال النقصان .
والظاهر ـ بل بلا إشكال ـ أ نّه بمثابة «ثقة» بمعنى دلالته على وثاقة الراوي إلى آخر أيّامه ، لا دلالته على سبق الوثاقة في بُرهة من الزمان مع السكوت عمّا عدا البُرهة ، سواء كان مع العلم بحال ما بعد البُرهة أو عدم العلم به ، مع بُعْد كون الأمر في الموارد الكثيرة من باب الأخير ، أعني سبْق الوثاقة والشكّ في آخر الأمر ؛
فيتعيّن كون الفرض امتداد الوثاقة .
ومع هذا نقول : إنّ التعبير بـ «كان» في غيرِ إفادة الوثاقة كثيرٌ أيضا ، نحو : «كان ضعيفا» و : «كان ضعيفَ الحديثِ» و : «كان فاسدَ المذهب» و : «كان غاليا» و : «كان خطّابيّا في مذهبه» و : «كان عاميّا» و : «كان شيخَ المتكلّمين» وهكذا .
ولا ريبَ أنّ المقصودَ في هذه الموارد هو الامتداد ، فالظاهرُ أنّ المقصودَ

1.انظر خلاصة الأقوال : ۶۹ / ۶ وفيها : «ثقة عين» . و«كان ثقةً» مذكورة في حقّ أخيه عليّ بن النعمان في رجال النجاشي : ۲۷۴ / ۷۱۹ .

2.قوله : «ريّان بن الصلت» بفتح الراء المهملة وتشديد الياء المثنّاة التحتانيّة (منه عفي عنه) .

3.رجال النجاشي : ۱۶۵ / ۴۳۷ ؛ خلاصة الأقوال : ۷۰ / ۱ .

4.رجال الشيخ : ۴۳۱ / ۲۶ .

5.رجال النجاشي : ۱۴۲ / ۳۷۰ ؛ خلاصة الأقوال : ۵۶ / ۲ .

6.رجال النجاشي : ۱۳۲ / ۳۳۹ .

7.رجال النجاشي : ۱۲۲ / ۳۱۴ ؛ خلاصة الأقوال : ۳۳ / ۱۷ .

8.في «د» زيادة : «وغيرهم» .

  • نام منبع :
    الرّسائل الرّجاليّه
    سایر پدیدآورندگان :
    ابوالمعالى محمد بن محمد ابراهیم کلباسى، تحقیق: محمد حسین درایتى
    تعداد جلد :
    4
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6776
صفحه از 484
پرینت  ارسال به