411
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

وربّما تخصّ الصحّة بصحّة الحيوان أو الإنسان فيقال : الصحّة كيفيّة لبدن الإنسان أوالحيوان ، إذ كلّ ذلك وقع في عبارة الرئيس ۱ .
أمّا الأوّل ، فقد عرفت موضعه .
وأمّا الثاني ، فقد ذكر في الفصل الثاني من المقالة السابعة من قاطيغوريا الشفاء فإنّه قال : الصحّة ملكة في الجسم يصدر عنها أي لأجلها أفعاله الطبيعيّة وغيرها على المجرى الطبيعي ، وكأنّه إنّما لم يذكر إمّا لأنّ فيها اختلافاً ، وإمّا لعدم الاعتداد بها .
وأمّا الثالث ، فقد ذكر في الفصل الثاني من التعليم الأوّل من كتاب القانون حيث قال: الصحّة هيأة بها يكون بدن الإنسان في مزاجه وتركيبه بحيث تصدر عنه الأفعال كلّها صحيحة سالمة ۲ .
وأورد الفاضل الرازي هاهنا شكوكاً :
منها : أنّ المناسب أنْ يقدّم الحال على الملكة لتقدّمها في الحدوث .
واُجيب عنه بأنّ ذلك لشرفها عليها باعتبار رسوخها أو لكونها أغلبه منها في الصحّة ، أو لأنّها لم يقع الاختلاف في كونها صحّة بخلاف الحال ، أو لأنّها غاية الحال ، وهي متقدّمة عليها تقدّما بالعلّيّة .
ومنها : أنّ في الحدّ اضطراباً ؛ إذ قوله : «تصدر عنها الأفعال» مشعر بأنّ المبدأ هي تلك الملكة أو الحال .
وقوله : « من الموضوع » مشعر بأنّه البدن واجب عنه بوجهين :
أحدهما : أنّ هذه الكيفيّة مبدأ فاعليّ والموضوع مبدأ قابليّ، والمعنى : كيف يصدر عنها الأفعال الكائنة من الموضوع الحاصلة هي فيه .
وثانيهما : أنّ الموضوع فاعل ، والصحّة واسطة ، والمعنى : لأجلها أو بواسطتها يصدر عنها الأفعال من الموضوع ، والحقيقة أنّ القوى الجسمانيّة لا يصدر فيها أفعالها

1.القانون ، ج۱ ، ص۴ .

2.القانون ، ج۱ ، ص۷۴ .


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
410

أقول : بفتح الثاء المثلّثة بمعنى هناك وهو للتبعيد بمنزلة «هنا» للتقريب ۱ ، والمراد في الدنيا باعتبار الاحتجاج في الآخرة أيضاً .
قال عليه السلام : وأنزل . [ ص۱۶۴ ح۴ ]
أقول : لما كان الإنزال على النبيّ للتبليغ إليهم ، قال : «عليهم» وأيضاً يجوز أن يكون من قبيل نسبة شيء متعلّق بواحد من جنس إلى ذلك الجنس كما في قوله : «ومادّته الملائكة» .
قال عليه السلام : أنا اُمرضك . [ ص۱۶۵ ح۴ ]
أقول : استيناف لبيان أنّ حال الصوم مع المرض كحال الصلاة من النوم ، وكلاهما من باب الإفعال على صيغة المعلوم من المضارع المتكلّم .
ثمّ إنّ لتضمنة هذا الخبر أنّ الصحّة والمرض فعلان للّه تعالى قال الرئيس في الفصل الأوّل من القانون في تعريف الصحّة: «إنّها ملكة أو حال يصدر عنها ـ أي لأجلها وبواسطتها ـ الأفعال عن محلّها ۲ الموضوعة هي فيها سليمة» ۳ ، وإنّما لم يكتف فيه بذكر الحال أو الملكة فقط تنبيهاً على أنّها قد تكون راسخة وقد لا تكون كذلك ، وهذا تعريف شامل لصحّة الإنسان وسائره ، وما ذكره الفاضل الرازي من أنّه شامل لصحّة النبات يأباه ذكر الملكة أو الحال إذ هي قسم من الكيفيّات النفسانيّة ، وهي غير موجودة في النبات .
اللهمّ إلاّ أن يقال : إنّ مراده من الملكة أو الحال الكيفيّة أو غيرها أو مراده من النفس في تعريف الملكة أو الحال ما هو شامل للنفوس الحيوانيّة والنباتيّة ، وكلاهما خلاف ما وقع عليه الاصطلاح .

1.ترتيب كتاب العين ، ج۲ ، ص۲۵۰ (ثم) .

2.كذا . والأنسب : «محالّها» .

3.القانون ، ج۱ ، ص۴ ، وفيه هكذا : «الصحة ملكة أو حالة تصدر عنها الأفعال من الموضوع لها سليمة ولا لها مقابل» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6504
صفحه از 476
پرینت  ارسال به