أقول : أي يعترف بأنّه نعمة من اللّه ساقه إليها ، ولو شاء لذهب بها ، فلابدّ أن يقيم بشكرها وحقوقها كإرشاد المسترشدين وإعانة الضعفاء والمساكين والترحّم عليهم .
قال عليه السلام : وأن لا يتطاول . [ ص۱۶۴ ح۶ ]
أقول : أي أن لا ينظم ۱ نظر إهانة ، ولا يفتخر . وأصله طلب الطَوْل والزيادة كالاستطالة .
قال عليه السلام : فيمنع . [ ص۱۶۴ ح۶ ]
أقول : أي التطاول سبب لأن يمنع حقوق الضعفاء هي إكرام مؤمنهم وزيادتهم وعيادة مرضاهم ونحو ذلك من إرشاد صالحهم ، وإدراك ليفهم ۲
.
[ باب اختلاف الحجّة على عباده ]
قال عليه السلام : صنعٌ : المعرفةُ . [ ص۱۶۴ ح۱ ]
أقول : المعرفة سواء كانت بديهيّة أو نظريّة ، تصوريّة أو تصديقيّة ردّاً على المعتزلة حيث ذهبوا إلى حصولها إنّما هو يحلق العبد بطريق التوليد الذي هو إيجاب فعل وأثر لفاعله فعلاً آخر كحركة اليد الموجبة لأن يصدر عن الفاعل كحركة المفتاح .
ثمّ إنّ المعرفة التصوّريّة فعل العبد حاصله من اقتران الحدّ والرسم اللذين هما أيضاً فعله ، والمعرفة التصديقيّة فبالقياس الاقتراني والاستثنائي ، فهاتان المعرفتان تتولّدان منهما فتكونان مخلوقتين للعباد ، ثمّ جدير بنا لو فصّلنا المذاهب بأسرها ثمّ نشير إلى ما هو المراد في هذا الخبر ، فنقول :
اختلفت العقلاء في كيفيّة حصولها ، قالت الأشاعرة ـ بناءً على قاعدة أن «لا مؤثّر في الوجود إلاّ اللّه » وأنّ «فعله تعالى لا يتوقّف على أمر آخر سوى قدرته وإرادته»ـ : إنّ حدوث النظريّات عقيب ملاحظة البديهيّات المترتّبة إنّما هو بطريق جري العادة التي هي تكرّر صدور الفعل عن الفاعل تكراراً دائميّاً من دون أن يجب عليه ذلك ، وجواز