383
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

ولعلّ المراد من التابعيّة هو التابعيّة في التطابق . قال العلاّمة في مناهج اليقين : لابدّ في العلم من المطابقة ، وإلاّ لكان جهلاً ، وهو حكاية عن العلوم وتابع له لا على أنّه يتأخّر عنه في الوجود بل على معنى أنّه لولا تحقّق المعلوم على حاله ، لما صحّ تعلّق العلم به على تلك الحالة ، وسواء تقدّم العلم أو تأخّر ، فإنّه بهذه الحالة . ولا يستبعد ذلك ؛ فإنّ الحكاية كما يتأخّر فقد يتقدّم .
قال عليه السلام : إلاّ بإذن اللّه . [ ص۱۵۸ ح۵ ]
أقول : أي بعدم إحداثه مانعاً عقلياً مخرجاً له عن القدرة لا مانعاً علمياً أي ما يعلم تعالى معه عدم الأخذ أو الترك اختياراً .
قال عليه السلام : بالسوء . [ ص۱۵۸ ح۶ ]
أقول : السوء ـ بفتح السين المهملة ـ مصدر ساءه يسوؤه سوءاً ومساءة ومسائية ، نقيض سرّه ، وأمّا بضمّها من الاسم منه ۱ .
قال عليه السلام : إنّ الخير والشرّ . [ ص۱۵۸ ح۶ ]
أقول : ذكر الصدوق أنّ المراد بالخير والشرّ الصحّة والمرض، وذلك قوله عزّوجلّ : « وَ نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً» ۲ .
ثمّ لا يخفى أنّ المشيّة لما كانت هو الذكر الأوّل ، وهو علمه الأزليّ ، فيشمل الطاعات والمعاصي كقوله تعالى : « فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ » ۳ لأنّ أحدا لا يزعم أنّ نحو الصحّة والمرض بغير مشيّة اللّه ، ثمّ ردّ على المفوّضه كما أنّ الأوّل ردّ على المجبرة .
وقوله : «إنّ اللّه يأمر» أي يجبر على ما يستحقّ فاعله اللوم عليه .
ويؤيّد ما في القرآن حكايةً لقول جبريّة من المشركين من الأعراب في سورة

1.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۵۵ ( سوأ ) .

2.التوحيد ، ص ۳۵۹ ، ذيل ح ۲ . والآية في سورة الأنبياء (۲۱) : ۳۵ .

3.الزلزلة (۹۹) : ۷ .


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
382

قال عليه السلام : شقوتنا . [ ص۱۵۷ ح۴ ]
أقول : أي جذبتنا إلى الشرّ، والمقصود أنّهم فعلوا ما تدعو إليه الشقوة ۱ ، فهو مجاز عقليّ، وهو مجاز في النسبة .
قال عليه السلام : بما أغويتني . [ ص۱۵۸ ح۴ ]
أقول : أي أشقيتني ، فإنّ الغاوي هو الشقيّ ، وليس فعل الشرّ من الشقيّ بالجبر .
قال عليه السلام : ليس هكذا . [ ص۱۵۸ ح۴ ]
أقول : حيث أورد يونس بالباء الجارّة في قوله : «بما شاء اللّه » أي بسبب أمر آخر شاء اللّه ، فردّ عليه الإمام عليه السلام بدون الباء الجارّة .
قال عليه السلام : هي الذكر الأوّل . [ ص۱۵۸ ح۴ ]
أقول : العلم السابق على الإرادة ـ كما قيل ـ تصوّر ثمّ شوق ثمّ إرادة .
قال عليه السلام : هي العزيمة . [ ص۱۵۸ ح۴ ]
أقول : أي البقاء والحدّ ، وهذا بالنظر إلى أفعال العباد من الحسنات ، وذلك بخلاف ما عليه أمر أفعاله تعالى ؛ لأنّ إرادته هكذا حتميّة قصديّة .
قال عليه السلام : هي الهندسة . [ ص۱۵۸ ح۴ ]
أقول : على وزن الدحرجة معرّب أندازة ۲ أي المقدار ، ونقل إلى تعيين المقدار . وقيل: المهندس مقدّر مجاري الماء ۳ حيث يحفر ، والاسم : الهندسة مشتقّ من الهنداز ۴ معرّب « انداز » فاُبدلت الزاي لأنّه ليس لهم دال بعده زاي ۵ .
قال عليه السلام : خلق الخلق فعلم . [ ص۱۵۸ ح۵ ]
أقول : يدلّ على أنّ العلم تابع مع أنّ علمه تعالى سابق أزلي .

1.في لسان العرب ، ج ۱۴ ، ص ۴۳۸ ( شقا ) : «الشقاء والشقاوة بالفتح : ضدّ السعادة» .

2.في المصدر : «آب انداز» .

3.في المصدر : «القني ز» .

4.في المخطوطة : «الهذاذ ».

5.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۶۰ ( مندس ) .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6500
صفحه از 476
پرینت  ارسال به