377
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

أقول : والزجر من زجر الإبل إذا حثّها وحملها على السرعة ۱ . وزواجر اللّه تعالى : بلاياه النازلة على العصاة ، ووعده ووعيده وأحكامه في القصاص والحدود ونحو ذلك، تقريره ـ أي زجر المجبور ـ قبيح مع أنّه ليس الزجر أيضاً كالأسباب المقتضية على الأفعال عادةً .
قال عليه السلام : فلم تكن لائمة . [ ص۱۵۵ ح۱ ]
أقول : الفاء يدلّ على أنّ فرد معنى الوعد ثبوت المحمدة ، أو فرد معنى الوعيد .
قال عليه السلام : ولكان المذنب [أولى] . [ ص۱۵۵ ح۱ ]
أقول : دليل آخر ، وهو معطوف على قوله : «لبطل» ، وزيادة اللام للإشعار بأنّ الأدلّة السابقة متشابهة الجنس دون هذا ، وبأنّ مفسدته أشدّ من مفسدتها .
حاصله : أنّه لو كان جبر مع تحقّق الثواب والعقاب ـ كما هو المتّفق عليه بين عامّة المسلمين ـ لكان المذنب [أولى بالإحسان] . ووجه الأولويّة أنّ المذنب قد اُجبر على قبيح وهو شرّ ، والمحسن قد أجبر على حَسَن وهو خير ، فحسبهما هذا الشرّ وهذا الخير ، فلو كان كذلك ، فالأولى ما قاله عليه السلام .
قال عليه السلام : إخوان . [ ص۱۵۵ ح۱ ]
أقول : جمع أخ ، والأُخُوّة هنا بمعنى المشابهة .
قال عليه السلام : عبدة الأوثان . [ ص۱۵۵ ح۱ ]
أقول : هم مشركوا العرب ، النافون للبعث والثواب . روى أبوهريرة قال : جاء مشركوا قريش إلى النبيّ صلى الله عليه و آله يخاصمونه في هذا القدر ، فنزلت هذه الآية : « إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِى ضَلَـلٍ وَ سُعُرٍ » إلى « إِنَّا كُلَّ شَىْ ءٍ خَلَقْنَـهُ بِقَدَرٍ » ۲ .
ويحتمل أن يكون المراد بعبدة الأوثان هنا الجبريّة من المشركين وكان فيهم جبريّة

1.النهاية ، ج ۲ ، ص ۲۹۶ ( زجر ) .

2.صحيح ابن حبان ، ج۱۴ ، ص۶ ؛ تفسير الثعلبي ، ج۹ ، ص۱۷۱ ؛ تفسير البغوي ، ج۴ ، ص۲۶۵ والآية في سورة القمر (۵۴) : ۴۷ ـ ۴۹ .


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
376

الصائب ۱ . انتهى .
ومن هاهنا لاح بطلان ما ذكره البيضاوي في تفسير آخر سورة البقرة من تجويز العقاب على النسيان أو الخطأ من : «أنّ الذنوب كالسموم ، فكما أنّ تأوّلها ۲ يؤدّي إلى الهلاك وإن كان خطأ ، فتعاطي الذنوب لا يبعد أن يُفضي إلى العقاب وإن لم يكن عزيمة» . انتهى ۳ .
بما حاصله : أنّها كسائر الغايات المترتّبة على أسبابها من غير لزوم عقلي ولا اتّجاه سؤال وهذا كماترى كما لا يخفى ضرورة أنّ لوم المجبور سفاحة ، فيرد عليه ما يرد .
ومن هنا لاح حال ما يقال من أنّ عقاب الكافر كإحراق الحطب ، وثوابَ المؤمن كلفّ الجوهرة في الحرير كلّ منهما مقتضى طبع الكافر والمؤمن وذاتهما ، ولذا يقال : فلان سيّء الذات وفلان حسن الذات . انتهى .
وهذا كما ترى إنّ لوم الحطب ومحمدة الجوهر سفاهة ، والقياس مع الفارق لأنّ سوء الذات وخبثه ۴ مجاز عن ممكن ۵ حبّ الشرّ وحبّ الخير كما سبق في باب السعادة والشقاوة .
قال عليه السلام : والأمر والنهي . [ ص۱۵۵ ح۱ ]
أقول : دليل آخر بما تقريره : أنّ الأمر والنهي طلب ولا يصحّ في المجبور ، وليس الأمر كتسبّب سائر الأسباب المقتضية إلى الأفعال عادةً بأن يجبر اللّه العبد عقيب الطلب كما يحرق عقيب مماسّة النار عادةً ، فإنّ الأوّل قبيح في نفسه بخلاف الثاني ؛ على أنّ وقوع المأمور عقيب الأمر ليس عاديّاً .
قال عليه السلام : والزجر . [ ص۱۵۵ ح۱ ]

1.كذا .

2.نهج البلاغة ، ص۴۷۶ ، ذيل الحكمة ۴۲ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۲ ، ص۱۹ ، ذيل ح۱۶ .

3.في المصدر : «أن نتاولها» .

4.تفسير البيضاوي ، ج۱ ، ص۵۸۶ .

5.في المخطوطة : «حيثية» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6554
صفحه از 476
پرینت  ارسال به