369
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

أنّه تعالى قال فيهم : «هؤلاء للنار وما أُبالي» ۱ .
والمراد أنّ علمه تعالى لسوء خاتمتهم واللام بمعنى «في» و«في علمه» إمّا للتعليل نحو «فذلكنّ الذي لمتنّي فيه» فالمعنى بسبب علمه بالمصالح والمفاسد في كلّ ما يفعل ، وإمّا للمصاحبة نحو «ادخلوا في امم» ۲ أي معهم ونحو «فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ في زينته» ۳ والمعنى مع علمه المحيط بالمفاسد والمصالح ، وإمّا للظرفيّة المجازيّة نحو قوله : « لَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَياةٌ» ۴ .
فالمعنى أنّ هذا الحكم من جملته وفرد من أفراده بالعذاب على عملهم أي بأنّ العذاب واجب عملهم أي أنّ العذاب حتم لازم على ذلك العمل في قضيّة الحكمة على عملهم لا يجوز العفو عنهم ؛ لأنّ العفو عنهم ظلم أي وضع الشيء في غير موضعه كما في قوله تعالى في سورة الأنفال : « وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ * ذَ لِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ » ۵ .
قال : وقال ۶ أبوعبداللّه عليه السلام . [ ص۱۵۳ ح۲ ]
أقول : لما كان السؤال الاستكشاف عن سرّ الحكم فقال أبو عبداللّه عليه السلام .
قال عليه السلام : لا يقوم له . [ ص۱۵۳ ح۲ ]
أقول : أي للحكم والمراد لا يقوم لمعرفته . يقال : قام له إذا قاومه أي أطاقه ولم يعجز عنه .
قال عليه السلام : بحقّه . [ ص۱۵۳ ح۲ ]
أقول : أي بحقّ القيام أو الحكم .

1.تفسير مقاتل ، ج۱ ، ص۴۲۴ .

2.الأعراف (۷) : ۳۸ .

3.القصص (۲۸) : ۷۹ .

4.البقرة (۲) : ۱۷۹ .

5.آل عمران (۳) : ۱۸۱ ـ ۱۸۲ .

6.في الكافي المطبوع : «فقال » .


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
368

قلت : إنّ في الحديث ما يشعر بل ينصّ على أنّ الحبّ قد يتعلّق بالشخص لسعادته وقد يتعلّق بالعمل لموافقته الأمر ، وهو يحدث لحدوث العمل وينتفي بإنتفائه ، فلعلّ ما في الآية من هذا القبيل .
إن قلت : قد ورد في الأدعية المأثورة طلب السعادة كما في أدعية شهر رمضان : «وأنْ تكتب اسمي في السعداء » ۱ وطلب ما مضى غير معقول .
قلت : إنّه ليس طلباً حقيقة بل هو اظهار للرضا بالسعادة وترتّب عليه ثوابه ، ونظيره طلب اللعن على الظالمين حيث إنّه إظهار للخروج عن حزبهم ، وتبرّؤٌ منهم بشهادة أنّ طلب العذاب لشخص مع العلم بأنّه لا يعفو ألبتّة كان عبثاً ، وإن كان بدون ذلك كان قبيحاً ؛ وكذا الكلام فيما ورد في الدعاء المأثور : «إن كنت في أُمّ الكتاب شقيّا فامح من اُمّ الكتاب ذلك » ۲ وذلك لأنّ من علمه اللّه شقيّاً ، لا ينقلب علمه به جَهلاً وعلماً بسعادته .
قال عليه السلام : من أين . [ ص۱۵۳ ح۲ ]
أقول : «من» هذه للتعليل نحو «مِّمَّا خَطِيئتِهِمْ أُغْرِقُواْ» ۳ أي بأيّ سبب هي الابتداء نحو «حَتَّى عَفَواْ» ۴ وقالوا : تفيد تابعته ما بعدها لما قبلها .
قال عليه السلام : لحق . [ ص۱۵۳ ح۲ ]
أقول : فعل ماض فاعله الشقاء ، ومفعوله أهل المعصية .
قال عليه السلام : حتّى حكم [اللّه ] لهم . [ ص۱۵۳ ح۲ ]
أقول : أي حتم لهم والمراد ما سيأتي في باب طينة المؤمن والكافر وأبواب بعده من

1.ذكر هذا الدعاء ؛ بمختلف العبارات في : مصباح المتهجّد ، ص ۶۵ و ۸۳ و ۱۰۸ ؛ مستدرك الوسائل ، ج ۱ ، ص ۳۰۰ ، ح ۶۸۷۰ ؛ الدرّ المنثور، ج ۴ ، ص ۶۶ .

2.مصباح المتهجّد ، ص۶۵ ، الرقم ۱۰۱ ؛ إقبال الأعمال ، ج۱ ، ص۲۹۷ ؛ المصنّف ، لابن أبي شيبة ، ج۷ ، ص۸۵ ، ح۸ .

3.نوح (۷۱) : ۲۵ .

4.الأعراف (۷) : ۹۵ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6287
صفحه از 476
پرینت  ارسال به