وسابعها : قوله تعالى : « يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ » ^۱ .
وأمّا الثانية ، فمنها : قوله تعالى : « وَ مَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ » ^۲ .
ومنها : « وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الاْءِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ » ^۳ .
ومنها : « يَـأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون » ^۴ معناه لتتّقوا . هكذا ذكره المفسّرون ^۵ ، ونحو قوله : « لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » ^۶ « وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ » ^۷ .
ثمّ بما قرّرنا من دخول الشرّ القليل بالعرض في المشيّة تبعاً للخير الكثير مثلاً إنّ اللّه تعالى مشيّته وإرادته ليست إلاّ أن يتحقّق خير كثير يلزمه شرّ قليل ولا يقدح في ذلك وقوع شرّ قليل داخلٍ في فعله بالعرض والتبع . فعلى هذا ينافي ما في هذا الخبر ما في القرآن .
ثمّ إنّ هذا لا ينافي ما أورده أصحابنا العدليّة من الأدلّة العقليّة : منها : أنّ إرادة القبيح قبيحة وهو عليه تعالى محال ، فإرادة القبيح غير جائزة عليه تعالى ^۸ ، وإنّما قلنا : إنّ إرادة القبيح قبيحة ؛ لأنّ العقلاء يستحسنون ذمّ من علموا من حاله أنّه يريد فساد الناس في الأرض ، وانتهاك حرمة المسلمين ، وإنّما قلنا : إنّ القبيح عليه تعالى لأنّه نقص يجب تنزيهه تعالى عنه .
وثانيها : أنّ اللّه تعالى أمر بالطاعات ونهى عن القبائح والآمر بالشيء يجب أن يكون

وثانيها : قوله تعالى : « حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا » ^۱ تدلّ على أنّهم بها يستحقّون العذاب وهو يكون على الباطل ^۲ .
وثالثها : قوله تعالى : « هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَآ » ^۳ .
ورابعها : قوله تعالى : « إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ » ^۴ أي تكذبون ^۵ كما في قوله : « قُتِلَ الْخَرَّ صُونَ » ^۶ أي الكذّابون ^۷ .
وثانيها : أنّ المعاصي مكروهة بالذات ؛ لقوله تعالى : « وَ لاَ تَقْتُلُواْ أَوْلَـدَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَـقٍ » ^۸ إلى أن قال : « كُلُّ ذَ لِكَ كَانَ سَيِّئهُ عِندَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا » ^۹ إذ هو ينادي على أنّ كلّ معصية مكروهة ، فلا يكون مراده .
وثالثها : قوله تعالى : « وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُـلْمًا لِّلْعَــلَمِينَ » ^۱۰ .
ورابعها : « وَ مَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُـلْمًا لِّلْعِبَادِ » ^۱۱ .
وخامسها : « وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْفَسَادَ » ^۱۲ .
وسادسها : في قوله تعالى : « وَ لاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ » ^۱۳ .