خطبة الكتاب
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ۱
الحمد للّه الذي أنطق لسان العقل بحسن ثنائه وتمجيده ، وصبغ نظام الوجود « وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً » ۲ على نمطٍ أقرّ بلسان حاله بفردانيّته وتوحيده ، وابتعث أفضل الشارعين، وأكمل الستانين ۳ الصدّيقين اهتداءً لسبيل الحقّ وتمهيده ، والصلاة على سرادق مجده ، وعلى آله المخصوصين بتأييده وتسديده .
أمّا بعد ؛ فيقول أفقر المفتاقين إلى رحمة ربّه الغنيّ أحمد بن زين العابدين العلوي :
معاشر المتعلّمين ! السائرين إلى عالم القدس وبسنابرقه تستغيثون ، فها أنا « ءَاتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَـلُونَ » ۴ وغيركم « وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ » ۵ ما في كتابَيِ العقل والتوحيد من الكافي من خبايا الرموز وخفاء الكنوز .
ولعمرك ! إنّه هو الشافي الوافي لمن تناول الحكمة على وجه بصيرة ، وأخذها بيد غير قصيرة ، ومؤيّداً بثاقب النظر الملكوتي ، وصائب الحدس اللاهوتي ، خائضاً فى
¨
1.جاء في هامش النسخة المخطوطة : « ابتدأ باسمه الحميد اقتداءً بالسلف والقرآن المجيد ، ومعتصماً بما قال سيّد البشر صلى الله عليه و آله . وفي ذكر الاسم إيماء إلى أنّ المراد بهذه الأسماء الشريفة المسمّيات ، وأنّ الاستعانة في الاستفاضة وقعت بأسمائها » .
2.البقرة (۲) : ۱۳۸ .
3.كذا في المخطوطة ، ولم نجد لها معنىً مناسباً ، والظاهر أنّه «السانّين» اسم فاعل من السُنَّة بمعنى الطريقة والسيرة ، بقرينة قوله قبل ذلك «الشارعين» . لاحظ : النهاية ، ج ۲ ، ص ۴۰۹ (سنن).
4.النمل (۲۷ ) : ۷ .
5.النحل (۱۶) : ۱۶ .