قال عليه السلام : فمن وصف . [ ص۱۴۰ ح۵ ]
أقول : بالصفة الموجودة في الخارج في نفسها القائمة بذاته الأقدس تعالى فقد ميّزه عن صفته وجعل فيه شيئاً غير شيء . في القاموس : الحدّ : تمييز الشيء عن الشيء ۱ . انتهى .
وهو معنى ما سيجيء في سادس الباب من قوله : « بشهادة كلّ صفة أنّها غير الموصوف » .
ومن ميّزه كذلك فقد عدّه أي جعله واحداً من متعدّد يمتنع انفكاك أحدهما عن الآخر كما في صفات الذات . وهذا معنى ما سيأتي في سادس الباب من قوله : « وشهادتهما جميعاً » بالتثنية ، وتعدّد القدماء محال لما مرّ في ثاني باب آخر ، وهو من الباب الأوّل . وهذا معنى ما سيجيء في سادس الباب من قوله : « الممتنع منه » فقد ثبت حدوث الكلّ أي الذات والصفات .
قال عليه السلام : الطامحات العقول . [ ص۱۴۰ ح۵ ]
أقول : يقال : طمح بصره إلى الشيء أي ارتفع ، وكلّ مرتفع طامح ۲ .
قال عليه السلام : قد حسر كنهه . [ ص۱۴۰ ح۵ ]
أقول : يقال : حسر البصر يحسر حسوراً أي أعيا ، وحسرته أنا حسراً ـ يتعدّى ولا يتعدّى ـ فهو حسير . وحسر بصره يحسر بالكسر حسوراً ، أي كَلَّ وانقطع نظره من طول مدى ، وما أشبه ذلك ، فهو حسير ومحسور أيضاً ۳ .
وكنه الشيء : قدره ، والضمير للّه أو للدوام .
قال عليه السلام : فقد غيّاه . [ ص۱۴۰ ح۵ ]
أقول : أي جعل له غاية ومسافة بينه وبين السائل .