بشيء إلى علم بشيء آخر ، ويسمّى العِبرةَ ـ بكسر العين ـ أيضاً ، ولولاهما فينا ، لما علمنا يعني أنّ الخبير يطلق عرفاً أو على طريق عموم المجاز على من يعلم تجربةً أو اعتبارا و هو المعتبر في معناه الحقيقي ، وفيه تعالى ليس كذلك . وقوله : « لأنّ من كذلك » استدلال على قوله : للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء .
قال عليه السلام : واختلف المعنى . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : فإنّ المصداق فيه ذاتُه تعالى و في الخلق أسباب التعلّم والاستخبار داخلة في المصداق .
قال عليه السلام : عَلا الأشياء . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : يعني أنّ الظاهر لغةً موضوع لأمرين : أحدهما : العالي على شيء بركوب وغيره، والثاني البارز بنفسه المعلوم بحدّه وكنه ذاته ، ولا اشتراك بشيء منها بينه تعالى وخلقه ، ثمّ اُطلق على أمرين اُخذا من المعنيين ، وذانك الأمران مشتركان بين اللّه تعالى وخلقه ، أوّلهما الغالب ، وهو مأخوذ من العالي ؛ والثاني مِن «لا يخفى وجوده على الناظر فيه» وهو مأخوذ من البارز بنفسه . وإليه أشار بقوله : « ووجه آخر » ، فتدبّر .
قال عليه السلام : وفيك من آثاره . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : بحيث إنّك إذا كنت ذا بصيرة ملكوتيّة ، كيف لا تبصر شيئاً من الأشياء ولا ذرّة من ذرّات الوجود إلاّ ورأيت سبحانه أوّلاً قبله ومعه .
قال عليه السلام : ولم يجمعنا . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : لأنّ مصداق ظهور الخلق وبزوغِه علوُّه مكاناً أو نحوُه ، أو جسميّته ، أو أجزاؤه ومقداره بخلاف أمر ظهوره تعالى ، وهو نور السماوات والأرض .
قال عليه السلام : أبطنته . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : أي علمت باطنه ، و«أفعل» و«فعل» هناك بمعنى .
قال عليه السلام : واختلف المعنى . [ ص۱۲۲ ح۲ ]
أقول : فإنّ مصداق «الباطن» المشترك بين الخالق والمخلوق ـ وهو المصرَّح به بقوله: «كقول القائل» ـ في الخلق بمعنى المستور بحجاب أو جدار كما هو المتعارف