أقول : أي مرجعه واللازم له «يفعل» ظنّاً منهم أنّ العلم بلا شيء محضٍ ممتنعٌ مستحيل ، فحينئذٍ لا يمكن علمه تعالى بغيره إلاّ بوجوده في نفسه في الأعيان . وقوله : « فإن أثبتنا العلم » أي في الأزل ، فقد أثبتنا في الأزل معه شيئاً موجوداً في الخارج هو فعله . وقوله عليه السلام : «لم يزل اللّه عالماً بذاته » علمه بذاته علمه بغيره من دون وجوب ؛ حيث إنّ العلم بالسبب علم بالمسبّب كما بُيّن في موضعه، فلا يكون معنى «يعلم» «يفعل» .
قال : أنّه وحده . [ ص۱۰۸ ح۶ ]
أقول : أي أنّه هو وحده أي متفرّداً ، فيكون « وحده » منصوباً عند أهل البصرة على الحال أو المصدري وحد وحده، وعند أهل الكوفة منصوب على الظرفيّة أي «في وحده» ، فحينئذٍ لا حاجة إلى تقدير خبر « أنّ » بل الظرف خبر عنه .
قال : يعلم يفعل . [ ص۱۰۸ ح۶ ]
أقول : أنّ مفاد «يعلم» «يفعل» لاستحالة صدق « يعلم » من دون وجود المعلوم ، فيلزم من ذلك أن يكون هنالك فعل صادر عنه .
ثمّ إنّ علمه ب «أنّه لا غيره» موقوف على أن يعلم الغير . وقوله : «فهو اليوم» تفريع على ما سبق معنىً يلزم حين خلقه الأشياءَ أن يعلم أنّه لا غيره قبل فعل الأشياء ؛ حيث إنّ العلم حكاية والحكاية حادثة ، والمحكيّ أزليّ ، فكتب عليه السلام : « ما زال عالماً » بما حاصله : أن ليس معنى «يعلم» «يفعل» ، بل علمه بذاته علمه بجميع ما عداه ، فعلمه بذاته علمه بأنّه لا غيره من دون وجود غيره .
[ باب آخر وهو من الباب الأوّل ]
قال عليه السلام : صمد . [ ص۱۰۸ ح۱ ]
أقول : نفى الكثرةَ مع الذات وهو عدم زيادة الوجود على الذات .
قال عليه السلام : أحديّ المعنى . [ ص۱۰۸ ح۱ ]
أقول : نفى الكثرة بعد الذات من الصفات .