271
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

قال عليه السلام : وألحدوا . [ ص۱۰۸ ح۱ ]
أقول : أي مالوا ۱ عن الحقّ في صفاته ، إشارة إلى قوله : « وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِى أَسْمَـئِهِ » ۲ .
قال عليه السلام : على ما يعقلونه . [ ص۱۰۸ ح۱ ]
أقول : بنائيّة أو نهجيّة . حاصله أنّ السائل لما توهّم من قوله عليه السلام : « وشبّهوه » أنّ مراده التشبيه في الجسميّة والعين والاُذن قال : ليس مرادهم بما به يبصر العينَ ، وبما به يسمع الاُذنَ حتّى يلزم التشبيه ، بل مرادهم من ذلك أمر يعقلونه حيث إنّهم يقولون : إنّ ما نعقله من مفهوم البصر ليس مفهوماً اعتباريّاً بل موجود في الخارج في نفسه ، وهو قائم به من دون آلة وجارحة ، وكذلك السمع .
قال : فقال تعالى ۳ . (ص۱۰۸ ح۱) أي أنّ هذا أيضاً تشبيه حيث قالوا بقيامه بذاته تعالى بل ذاته الحقّة هو السمع والبصر .
وبالجملة ، كلّ ما يعقلونه ـ بل العقلاء في أعلى مراتب التعقّل وأقصاها ـ فهو مخلوق مثلهم مردود إليهم ، تعالى اللّه عن ذلك ! فكيف هؤلاء الجماهير ؟ ! فردّ عليهم بقوله : « إنّما يعقل ما كان بصفة المخلوق » .
قال عليه السلام : لأنّ الكلّ . [ ص۱۰۹ ح۲ ]
أقول : هذا على ما يفهمونه عرفاً أنّ الإنسان هو الروح والبدن ، وأمّا الحقّ أنّه النفس المجرّدة المشار إليها بأنا وأنت ؛ فإنّها بسيطة خارجيّة إلاّ أن يراد من كونها الكلَّ كونُها مركّبة من الجنس والفصل ، فتكون كُلاًّ لها بعضٌ عقلاً لا خارجاً .
قال عليه السلام : المشيّة ۴ . [ ص۱۰۹ ح۲ ]
أقول : منصوب بالمفعوليّة لاسم الفاعل المعرّف باللام . وهذا دليل آخَرُ على أن

1.لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۳۸۸ (لحد) .

2.الأعراف (۷) : ۱۸۰ .

3.في الكافي المطبوع : «تعالى اللّه ».

4.في الكافي المطبوع : «للمشيّة» .


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
270

أقول : أي مرجعه واللازم له «يفعل» ظنّاً منهم أنّ العلم بلا شيء محضٍ ممتنعٌ مستحيل ، فحينئذٍ لا يمكن علمه تعالى بغيره إلاّ بوجوده في نفسه في الأعيان . وقوله : « فإن أثبتنا العلم » أي في الأزل ، فقد أثبتنا في الأزل معه شيئاً موجوداً في الخارج هو فعله . وقوله عليه السلام : «لم يزل اللّه عالماً بذاته » علمه بذاته علمه بغيره من دون وجوب ؛ حيث إنّ العلم بالسبب علم بالمسبّب كما بُيّن في موضعه، فلا يكون معنى «يعلم» «يفعل» .
قال : أنّه وحده . [ ص۱۰۸ ح۶ ]
أقول : أي أنّه هو وحده أي متفرّداً ، فيكون « وحده » منصوباً عند أهل البصرة على الحال أو المصدري وحد وحده، وعند أهل الكوفة منصوب على الظرفيّة أي «في وحده» ، فحينئذٍ لا حاجة إلى تقدير خبر « أنّ » بل الظرف خبر عنه .
قال : يعلم يفعل . [ ص۱۰۸ ح۶ ]
أقول : أنّ مفاد «يعلم» «يفعل» لاستحالة صدق « يعلم » من دون وجود المعلوم ، فيلزم من ذلك أن يكون هنالك فعل صادر عنه .
ثمّ إنّ علمه ب «أنّه لا غيره» موقوف على أن يعلم الغير . وقوله : «فهو اليوم» تفريع على ما سبق معنىً يلزم حين خلقه الأشياءَ أن يعلم أنّه لا غيره قبل فعل الأشياء ؛ حيث إنّ العلم حكاية والحكاية حادثة ، والمحكيّ أزليّ ، فكتب عليه السلام : « ما زال عالماً » بما حاصله : أن ليس معنى «يعلم» «يفعل» ، بل علمه بذاته علمه بجميع ما عداه ، فعلمه بذاته علمه بأنّه لا غيره من دون وجود غيره .

[ باب آخر وهو من الباب الأوّل ]

قال عليه السلام : صمد . [ ص۱۰۸ ح۱ ]
أقول : نفى الكثرةَ مع الذات وهو عدم زيادة الوجود على الذات .
قال عليه السلام : أحديّ المعنى . [ ص۱۰۸ ح۱ ]
أقول : نفى الكثرة بعد الذات من الصفات .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6377
صفحه از 476
پرینت  ارسال به