269
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

الأشياء وكان المعلوم ، وقع العلم منه على المعلوم » .
بيان ما توهّمه بأنّ الأشياء لما كانت حادثة على التعاقب ، فوقوع العلم عليها والسمعِ والبصرِ على المسموعات والمبصرات وقوعُهما عليها ، فيلزم انتقاله تعالى من حالة إلى اُخرى ، وهكذا . وليس المراد من الحركة إلاّ هذا ؛ ردّه عليه السلام بقوله : «تعالى اللّه ...» بما حاصله : أنّ نسبة الحوادث المتغيّرة والأشياء المتعاقبة والمبصرات والمسموعات وإن كانت متعاقباتٍ بقياس بعضها إلى بعض لكنّها بالقياس إلى جنابه نسبة متغيّرات إلى ثابت ، فهو دهر فلا تعاقب للمتعاقبات بالنظر إلى سدّه بابه .
ثمّ إنّ الظاهر من كلامه عليه السلام : « العلم» عين ذاته الحقّة والمعلومات مصحوبة له ، والمراد من وقوعه عليها هو هذا من دون أن يكون هنالك تعاقب كما بُيّن في الحكمة الإلهيّة .
قال : قال : قلت : فلم يزل اللّه [متكلّما؟] . [ ص۱۰۷ ح۱ ]
أقول : توهّم السائل من أزليّة العلم أزليّةَ التكلّم قياساً على العلم ، فردّ ذلك عليه السلام حيث قال : «الكلام صفة محدَثة» ، وإنّما لم يقل : التكلّم حيث إنّه قد يطلق ذلك على قدرته تعالى على إيجاد الكلام ، وهو عين ذاته تعالى ؛ وذلك بخلاف تكلّمه بمعنى إيجاده بالفعل للكلام بمعنى ما به التكلّم ؛ فإنّه ليس أزليّاً فضلاً عن كونه عينَ ذاته تعالى مجدُه .
قال عليه السلام : كعلمه به بعد كونه . [ ص۱۰۷ ح۲ ]
أقول : هذا صريح في أنّ علمه تعالى عين ذاته من دون أن يتطرّق إلى سراقات مجده إجمال وتفصيل ، بل العلم بذاته علمه بجميع ما عداه سواء كان قبل كونه أو بعد كونه أو مع كونه ، وقد فصّلنا أتمَّ تفصيل في مصنّفاتنا الحِكميّة .
قال عليه السلام : منتهى رضاه . [ ص۱۰۷ ح۳ ]
أقول : إنّما حكم بمنتهى رضاه حيث إنّه يحصل بفعل المكلّف به ، وهو متناهٍ . ومناسبة هذا الحديث لعنوان الباب من حيث دلالته على أنّ العلم من صفات ذاته دون فعله ؛ لأنّه لو كان كذلك ، لكان متناهياً .
قال عليه السلام : لأنّ معنى يعلم يفعل . [ ص۱۰۸ ح۵ ]


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
268

أقول : منسوب إلى حمّان ، وهو اسم رجل . في كتاب التوحيد للصدوق : الحمّاني ۱ . منسوباً إلى حمام أعين ، وهو بستان قريب من الكوفة .
قال عليه السلام : أنّ الجسم محدود . [ ص۱۰۶ ح۷ ]
أقول : أي ذو أطراف ، فيناقض ما ذكره بقوله : « ليس كمثله شيء » .
قال عليه السلام : والكلام . [ ص۱۰۶ ح۷ ]
أقول : منصوب عطفاً على قوله : « الجسم » ردّاً عليه بأنّه أمَا عَلِمَ أنّ الكلام من آثار المتكلّم ومخلوقاته لا ذاته ولا من صفات ذاته تعالى ؟ وأمّا العلم والقدرة فإنّهما من صفاته الحقيقيّة التي هي عين ذاته تعالى ، فلا يصحّ ما نسب إلى هشام من قوله : « والكلام والقدرة » إلى قوله : « ليس شيء منها مخلوقاً » .
ثمّ إنّ قوله : « معاذ اللّه ! » مصدر مضاف مفعول مطلق لفعل محذوف أي أعوذ باللّه ! وقوله : « من هذا القول » ولم يقل : هذا القائل ، لعلّه إشارة إلى أنّ هذا القول قد نسب إليه من دون أن يكون قائلاً به .
قال عليه السلام : ولا تحديد . [ ص۱۰۶ ح۷ ]
أقول : إشارة إلى بطلان جسميّته تعالى .
قال عليه السلام : سواه مخلوق . [ ص۱۰۶ ح۷ ]
أقول : إشارة إلى بطلان كون الكلام كالعلم والقدرة .
قال عليه السلام : ولا نُطْق بلسان . [ ص۱۰۶ ح۷ ]
أقول : إشارة إلى كونه ناطقاً .

[ باب صفات الذات ]

قال : فلم يزل اللّه متحرّكاً؟ [ ص۱۰۷ ح۱ ]
أقول : لعلّ السائل توهّم هذا ممّا وقع عنه عليه السلام بقوله الشريف حيث قال : « فلمّا أحدث

1.نظر : شرح المازندراني ، ج ۳ ، ص ۲۳۵ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6165
صفحه از 476
پرینت  ارسال به