أقول : هذا ناظر إلى معنى الصمد حديث إنّه محمول على أنّه عالم بما يجهله غيره من ضمائر الخلق وحوائجهم .
الفرداني : نسبة إلى الفرد للمبالغة ، وزيادة الألف والنون من تعبيرات النسب أي فرد الذات «ليس خلقه فيه» ۱ إشارة إلى كون صفاته عينَ ذاته ، و«ليس هو في خلقه» ۲ بالحلول والاتّحاد والزمان والمكان ؛ لأنّ جملة هذه من سمات النقصان ، تعالى عن جميع ذلك علوًّا كبيراً .
ويحتمل كونه ناظرا إلى الصمد بمعنى تقدّسه عن زيادة الوجود وغيره على ذاته كما وقع في بعض من التفاسير .
قال عليه السلام : علا فقرب ـ إلى قوله ـ فشكر . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : إنّه ناظر إلى معنى الصمد يعني أنّه مع علوّه ومجده عن الماهيّة لَيكون مجرّداً صرفاً ، فيكون أقربَ إلينا من حبل الوريد من حيث علمه الكامل ، ومع قربه إلينا ودنوّه عنّا بعيد لتجرّده عن الماهيّة ، فلبعده عنّا قريب منّا وبالعكس ، ويغفر العصيان ، ويشكر الطاعة ، فهو المستحقّ لرفع الحوائج إليه .
قال عليه السلام : لا تحويه ـ إلى قوله ـ أزليٌّ . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : هذا ناظر إلى معنى أحد . يقال : حواه : إذا جمعه ۳ وأحاط به ، وأقلّه : إذا أطاق حمله . وفيه صنعة القلب أي لا تحويه سماواته ولا تُقلّه أرضه بل هو حامل كلّ شيء لا بجارحته ، بل بقدرته الكاملة .
وديموميّ : نسبة إلى ديمومة ، مصدر دام الشيء يدوم ويدام دوماً ودواماً وديمومة أي أبديّ . وذِكرُ أزليّ هاهنا لكمال مناسبته لأبديّ .
قال عليه السلام : لا ينسى . [ ص۹۱ ح۲ ]
1.في الكافي المطبوع : «لا خلقه فيه » .
2.في الكافي المطبوع : «ولا هو في خلقه » .
3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۲۲ (حوا) .