245
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

أقول : هذا ناظر إلى معنى الصمد حديث إنّه محمول على أنّه عالم بما يجهله غيره من ضمائر الخلق وحوائجهم .
الفرداني : نسبة إلى الفرد للمبالغة ، وزيادة الألف والنون من تعبيرات النسب أي فرد الذات «ليس خلقه فيه» ۱ إشارة إلى كون صفاته عينَ ذاته ، و«ليس هو في خلقه» ۲ بالحلول والاتّحاد والزمان والمكان ؛ لأنّ جملة هذه من سمات النقصان ، تعالى عن جميع ذلك علوًّا كبيراً .
ويحتمل كونه ناظرا إلى الصمد بمعنى تقدّسه عن زيادة الوجود وغيره على ذاته كما وقع في بعض من التفاسير .
قال عليه السلام : علا فقرب ـ إلى قوله ـ فشكر . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : إنّه ناظر إلى معنى الصمد يعني أنّه مع علوّه ومجده عن الماهيّة لَيكون مجرّداً صرفاً ، فيكون أقربَ إلينا من حبل الوريد من حيث علمه الكامل ، ومع قربه إلينا ودنوّه عنّا بعيد لتجرّده عن الماهيّة ، فلبعده عنّا قريب منّا وبالعكس ، ويغفر العصيان ، ويشكر الطاعة ، فهو المستحقّ لرفع الحوائج إليه .
قال عليه السلام : لا تحويه ـ إلى قوله ـ أزليٌّ . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : هذا ناظر إلى معنى أحد . يقال : حواه : إذا جمعه ۳ وأحاط به ، وأقلّه : إذا أطاق حمله . وفيه صنعة القلب أي لا تحويه سماواته ولا تُقلّه أرضه بل هو حامل كلّ شيء لا بجارحته ، بل بقدرته الكاملة .
وديموميّ : نسبة إلى ديمومة ، مصدر دام الشيء يدوم ويدام دوماً ودواماً وديمومة أي أبديّ . وذِكرُ أزليّ هاهنا لكمال مناسبته لأبديّ .
قال عليه السلام : لا ينسى . [ ص۹۱ ح۲ ]

1.في الكافي المطبوع : «لا خلقه فيه » .

2.في الكافي المطبوع : «ولا هو في خلقه » .

3.الصحاح ، ج ۶ ، ص ۲۳۲۲ (حوا) .


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
244

وقوله : «صمديّاً» ناظر إلى معنى الصمد ، والنسبة للمبالغة كالأحمر أي مستحقّاً لأن يُصمد إليه في الحوائج .
قال عليه السلام : لا ظلّ له . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : فلان يعيش في ظلّ فلان ، أي في كنفه وحمايته ، أي ليس له معين ينضمّ إليه ، وهو ناظر إلى معنى أحد .
قال عليه السلام : وهو يمسك الأشياء [بأظلّتها] . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : أي يحفظ الأشياء مع حافظتها . وقد سمعت من شيخنا البهائي أنّ المراد بـ « أظلّتها » أرباب أنواعها ۱ .
قال عليه السلام : عارف [بالمجهول] . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : هذا ناظر إلى معنى الصمد حيث إنّه محمول على أنّه عالم بما يجهله غيره من ضمائر الخلق وحوائجهم .
والظاهر أنّ المراد بالمجهول البسائط التي لا تدرك كالفصول والأجناس العالية التي لا جنس ولا فصل لها ، فإنّها مجهولة عندنا ، واللّه أعلم بها ؛ لأنّه يعلم ذاته فيعلم جميع ما عداه .
قال عليه السلام : معروف عند كلّ جاهل . [ ص۹۱ ح۲ ]
أقول : به ، منكرٍ له ۲ حيث إنّ إنكار كلّ منكر له باللسان مع إقراره به بالجنان .
وفي نهج البلاغة المكرَّم : «فهو الذي يشهد له أعلام الوجود [على] إقرار قلب ذي الجحود» ۳ فجميع الخلائق وعامّة الخليقة يرجع حوائجهم إليه في اضطرارهم إذا راجع قلوبهم .
قال عليه السلام : فردانيّاً . [ ص۹۱ ح۲ ]

1.شرح المازندراني ، ج۳ ، ص۱۴۰ .

2.كذا . أي كلّ جاهل به ، منكرٍ له ، فقوله : «به » متعلّق بقوله : «جاهل ».

3.نهج البلاغة ، ج ۱ ، ص ۹۹ الخطبة ۴۹ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6393
صفحه از 476
پرینت  ارسال به