بصفة زائدة أو بشكل أو بما يتمثّل في العقل والخيال معرفة تصوّريّة ، فلا ينافي ذلك أن يحصل العلم التصديقيّ به عن غيره من المعلولات .
قال عليه السلام : يعرفون باللّه . [ ص۸۶ ح۳ ]
أقول : أي بتعريفه ونصبه الدلالة عليهم كالانبياء حيث إنّهم يعرفون بالخوارق التي خلقها اللّه تعالى .
ثمّ من الجائز فتح الياء المضارعة سواء كانوا أنبياء أو لم يكونوا حيث إنّهم يعرفون اللّه باللّه أي بتعريفه تعالى نفسه بالأدلّة الواضحة الصادرة عنه تعالى .
باب أدنى المعرفة
قال عليه السلام : عن أبي الحسن عليه السلام . [ ص۸۶ ح۱ ]
أقول : قيل : المراد به الرضا عليه السلام ۱ ، وقيل : المراد به أبوالحسن الثالث أي الهادي عليه السلام ۲ .
قال عليه السلام : وإنّه قديم . [ ص۸۶ ح۱ ]
أقول : بالزمان أو بالزمان والذات . وهذا أدنى المعرفة ، وأمّا حقّ المعرفة فهو أنّه ليس قديماً بالزمان بل بحسب السرمد ، وذلك حيث إنّه تعالى مقدّس عن الزمان ؛ لأنّه مقدار الحركة ، فاتّصاف الحركة بالزمان حقيقة ، وما عداها باعتبار قيام الحركة به أو اتّصافه بالسكون ، فالذات المقدّسة عنهما جميعاً لا تتّصف بالقِدَم والحدوث الزمانيَّين ، فلذا وقع سابقاً في وصفه تعالى : « ولا تغيّره الأزمان » وذلك لكونه غير زماني . وتحقيق ذلك في حكمة ما بعد الطبيعة ۳ .
1.راجع : رجال ابن الغضائري ، ص۸۴ ، الرقم ۱۱۰ ؛ رجال ابن داود ، ص۲۶۶ ، الرقم ۳۸۹ وكذا جاء في الكافي ، ج۵ ، ص۴۶۴ ، باب وقوع الولد ، ح۳ ؛ تهذيب الأحكام ، ج۷ ،ص۲۶۹ ، ح۱۱۵۶ وفيهما بنفس السند : «عن الفتح بن يزيد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام » .
2.راجع : رجال ابن الغضائري ، ص۸۴ ، الرقم ۱۱۰ ؛ رجال ابن داود ، ص۲۶۶ ، الرقم ۳۸۹ . كما يظهر من كشف الغمة ، ج۲ ، ص۳۸۶ .
3.شرح الأسماء الحسنى للمحقّق السبزواري ، ج ۱ ، ص ۱۱۷؛ وانظر : بحارالأنوار ، ج ۵۴ ، ص ۸ ، وهامش الصفحات ۳۱ ، ۶۳ و ۲۳۹ منه .