233
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

بصفة زائدة أو بشكل أو بما يتمثّل في العقل والخيال معرفة تصوّريّة ، فلا ينافي ذلك أن يحصل العلم التصديقيّ به عن غيره من المعلولات .
قال عليه السلام : يعرفون باللّه . [ ص۸۶ ح۳ ]
أقول : أي بتعريفه ونصبه الدلالة عليهم كالانبياء حيث إنّهم يعرفون بالخوارق التي خلقها اللّه تعالى .
ثمّ من الجائز فتح الياء المضارعة سواء كانوا أنبياء أو لم يكونوا حيث إنّهم يعرفون اللّه باللّه أي بتعريفه تعالى نفسه بالأدلّة الواضحة الصادرة عنه تعالى .

باب أدنى المعرفة

قال عليه السلام : عن أبي الحسن عليه السلام . [ ص۸۶ ح۱ ]
أقول : قيل : المراد به الرضا عليه السلام ۱ ، وقيل : المراد به أبوالحسن الثالث أي الهادي عليه السلام ۲ .
قال عليه السلام : وإنّه قديم . [ ص۸۶ ح۱ ]
أقول : بالزمان أو بالزمان والذات . وهذا أدنى المعرفة ، وأمّا حقّ المعرفة فهو أنّه ليس قديماً بالزمان بل بحسب السرمد ، وذلك حيث إنّه تعالى مقدّس عن الزمان ؛ لأنّه مقدار الحركة ، فاتّصاف الحركة بالزمان حقيقة ، وما عداها باعتبار قيام الحركة به أو اتّصافه بالسكون ، فالذات المقدّسة عنهما جميعاً لا تتّصف بالقِدَم والحدوث الزمانيَّين ، فلذا وقع سابقاً في وصفه تعالى : « ولا تغيّره الأزمان » وذلك لكونه غير زماني . وتحقيق ذلك في حكمة ما بعد الطبيعة ۳ .

1.راجع : رجال ابن الغضائري ، ص۸۴ ، الرقم ۱۱۰ ؛ رجال ابن داود ، ص۲۶۶ ، الرقم ۳۸۹ وكذا جاء في الكافي ، ج۵ ، ص۴۶۴ ، باب وقوع الولد ، ح۳ ؛ تهذيب الأحكام ، ج۷ ،ص۲۶۹ ، ح۱۱۵۶ وفيهما بنفس السند : «عن الفتح بن يزيد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام » .

2.راجع : رجال ابن الغضائري ، ص۸۴ ، الرقم ۱۱۰ ؛ رجال ابن داود ، ص۲۶۶ ، الرقم ۳۸۹ . كما يظهر من كشف الغمة ، ج۲ ، ص۳۸۶ .

3.شرح الأسماء الحسنى للمحقّق السبزواري ، ج ۱ ، ص ۱۱۷؛ وانظر : بحارالأنوار ، ج ۵۴ ، ص ۸ ، وهامش الصفحات ۳۱ ، ۶۳ و ۲۳۹ منه .


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
232

قال قدس سره : اعرفوا اللّه . [ ص۸۵ ح۱ ]
أقول : هذا كلام محمّد بن يعقوب ، لا أبي عبداللّه عليه السلام .
قال قدس سره : أبي ربيحة . [ ص۸۵ ح۲ ]
أقول : في كتب الرجال : ربيحة بالراء المهملة المضمومة ، والباء الموحّدة المفتوحة ، والياء المثنّاة من تحتٍ ، الساكنةِ ۱ .
وأمّا ما في النسخ [فهو] «أبي زبيحة» بالزاي المفتوحة ، والياء المثنّاة تحت الساكنة بعدها هاء مهملة .
قال عليه السلام : عرّفني نفسه . [ ص۸۶ ح۲ ]
أقول : بنصب الأدلّة على أنّ للعالم صانعاً بريّاً من النقص .
قال عليه السلام : يعرف بخلقه . [ ص۸۶ ح۳ ]
أقول : ذلك على أنّ يكون معرفته موقوفة على بيان خلقه ، فلا ينافي ما تقدّم من معرفته تعالى بخلقه . فقول الصادق عليه السلام : « لولا نحن ما عُرف اللّه » ۲ محمول على بيان توقّف التوضيح وإظهار ما هو مركوز في كلّ عقل ، والتذكير له لئلاّ يتركوه .
على أنّه يمكن أن يقال : إنّ المراد من معرفته معرفته التصوّريّة كما سيأتي من أنّ « من عرفه بحجاب أو بصورة أو بمثال ، فهو مشرك » ۳ على أن يتصوّر أنّه عرف اللّه

1.إيضاح الإشتباه ، ص ۲۰۲ ، الرقم ۳۳۳ ، ضبطه تحت عنوان ( صالح بن عقبة بن قيس بن سمعان بن أبي ربيحة ) ؛ شرح المازندراني ، ج۳ ، ص۸۴ .

2.في التوحيد ، ص ۲۹۰ ، ذيل الحديث ۱۰ : «قال الصدوق رحمه الله : القول الصواب في هذا الباب هو أن يقال : عرفنا اللّه باللّه لأنّا إن عرفناه بعقولنا ، فهو عزّوجلّ واهبها ، وإن عرفناه عزّوجلّ بأنبيائه ورسله وحججه عليهم السلام ، فهو عزّوجلّ باعثهم ومرسلهم ومتّخذهم حججاً ، وإن عرفناه بأنفسنا ، فهو عزّوجلّ محدثها ، فبه عرفناه ؛ وقد قال الصادق عليه السلام : لولا اللّه ما عرفنا ، ولولا نحن ما عُرف اللّه . ومعناه لولا الحجج ما عُرف اللّه حقَّ معرفته ، ولولا اللّه ما عُرف الحجج ...» إلى آخر ما قال فراجع ؛ مسائل على بن جعفر عليه السلام ، ص۳۲۰ ، ح۸۰۱ ؛ بصائر الدرجات ، ص۸۱ ، ضمن ح ۳ .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۱۱۲ ـ ۱۱۳ ، ح ۴ ، والعبارة هكذا : « من زعم أنّه يعرف اللّه بحجاب أو بصورة أو بمثال ، فهو مشرك ؛ لأنّ حجاب به ومثاله وصورته غيره ، وإنّما هو واحد متوحّد » .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6164
صفحه از 476
پرینت  ارسال به