وإنّما الذي يصل إلى الإنسان في الدار الآخرة نتائج أخلاقهم ، وتبعات أفعالهم للعلاقة الذاتيّة بين الأسباب والمسبّبات ، فلم يخشوا منه حقَّ خشيته . أعاذنا اللّه وإيّاكم من عذاب النار الحريق ؛ إنّه وليّ الجود والفضل ، وهو على كلّ شيء قدير .
قال عليه السلام : في صدر المجلس . [ ص۱۹ ح۱۲ ]
أقول : للإمامة والقضاء أو الإفتاء أو المشاورة إليه .
قال عليه السلام : عن يمين العرش . [ ص۲۱ ح۱۴ ]
أقول : لعلّ مراده عليه السلام من العرش هو الفلك المحيط بجميع الأجرام بأسرها ، وعن يمينه العقل الكلّي المتشوّق له كما أنّ يساره النفس الكلّيّة المتعلّقة به المدبّرة إيّاه كما يركن إليها الحكيم الإلهي الخائض في غوامض الحكمة المتعالية الربوبيّة .
ثمّ إنّه لما كان لذلك العقل الكلّي والنور الإلهي مدخل في إيجاد العقل الإنساني ، قال : «عن يمين العرش» .
ثمّ إنّ كونه الصادرَ الأوّلَ في نظام الوجود ـ كما عبّر عنه لسان الشرع بأنّ ۱ أوّل ما خلق اللّه تارة والعقل اُخرى ـ لا ينافي كونَ العقل الإنساني والجوهر الروحاني هو الأوّلَ في العالم الكياني ، وأقربَ إليه تعالى في سلسلة العود حتّى أنّه على محاذاة العقل الأوّل في سلسلة البدو .
ثمّ إنّ المجرور في قوله « من نوره » يعود إليه تعالى .
ومن الناس من قال : إنّ المراد بالعرش جميع المخلوقات ، ويمينها كناية عن جانبها الذي فيه الخير وأصحابه ، ويعبّر عن أصحاب الخير بأصحاب الميمنة ، وعن أصحاب الشرّ بأصحاب المشأمة . انتهى ۲ .
وهذا كما ترى .