401
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

أقول : بتشديد الراء ، لعلّ المراد به أنّ اللّه لا يخذل قوماً بعد إذ وفّقهم حتّى يعرّفهم ما يرضيه فيعملوا به ، وما يسخط فيتجنّبوا عنه ، أي حتّى يوفّقهم لكلّ خير ويعصمهم عن كلّ شرٍّ ؛ من قبيل «عرّف الدنيا داها ودواها» فما بعد «حتّى» داخل في حكم ما قبلها ، ذكر هذا الحديث في الباب لمناسبة هذا الخبر .
وأمّا إذا فسّر ذلك بأنّ المراد أنّ اللّه لا يحتجّ على قوم ، ولا يحكم بضلالتهم بعد إذ هداهم إلى الإيمان إلاّ بعد أن يعلمهم ، فيكون حينئذٍ ما بعد «حتّى» خارجاً عن حكم ما قبلها .
قال : وقال . [ ص۱۶۳ ح۳ ]
أقول : هذا من كلام ثعلبة ، والضمير المستتر في الفعل عائد إلى حمزة ، أي وسأله عن قوله تعالى في سورة فصّلت .
قال عليه السلام : عرّفناهم . [ ص۱۶۳ ح۳ ]
أقول : بتشديد الراء ، والمفعول محذوف أي سبيل الحقّ .
قال عليه السلام : وهم يعرفون . [ ص۱۶۳ ح۳ ]
أقول : أي سبيل الحقّ ، والتعدية ب «على» لتضمين الاستحباب معنى الترجيح .
قال عليه السلام : بيّنّا لهم . [ ص۱۶۳ ح۳ ]
أقول : بدل «عرّفناهم» كلّ من الهداية قد يستعمل في التوفيق ، وقد يستعمل في بيان الحكم ، والبيان لا يستعمل في التوفيق إلاّ نادراً بقرينة إن جعلنا هذا الحديث على حدة ، كان أحاديث الباب سبعة .
قال عليه السلام : نجد الخير . [ ص۱۶۳ ح۴ ]
أقول : أي فيما كلّف به لا مطلقاً . والنجد : الطريق الواضح المرتفع ۱ .
قال : ينالون بها . [ ص۱۶۳ ح۵ ]
أقول : أي معرفة الأحكام الشرعيّة التكليفيّة التي يحتجّ اللّه على من لم يعمل بها .

1.الصحاح ، ج ۲ ، ص ۵۴۳ ( نجد ) .


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
400

على مقتضى العلم به كالبيان والتعريف والنظر ونحوه ليهلك عن هلك عن بيّنة ولم يدحض احتجاجه على أهل النار .
قال عليه السلام : بما آتاهم . [ ص۱۶۳ ح۱ ]
أقول : من الحجج الداخلة كالعقل والقدرة والعلم وغيرها . وقوله : «عرّفهم» أي الحجج الخارجة من الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ، ولعلّ عزّ من قائل أشار إليهما بقوله العزيز : « وَ مَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً » ۱ على أن يكون الرسول يشمل العقل أيضاً ، وكذلك الأمر في الأحكام الشرعيّة على ما فصّلناها آنفاً .
قال : المعرفة من صنع . [ ص۱۶۳ ح۲ ]
أقول : أي المعرفة التي لا تلزم حجّته تعالى إلاّ بها ، وهي معرفة الأحكام التكليفيّة التي يعذّب ويثاب مخالفها وموافقها .
قال : من هي . [ ص۱۶۳ ح۲ ]
أقول : يعني أهي ممّا يمكن للعباد تحصيلها وكسبها بعقولهم ونظرهم بدون توقيف من اللّه تعالى ، أم ۲ . وقوله : «هي» مبتدأ، والظرف الواقع قبله خبره ، والمجموع خبر المعرفة. ويحتمل أن يكون «هي» فاعل الظرف .
قال عليه السلام : صنع . [ ص۱۶۳ ح۲ ]
أقول : ردّ على المعتزلة ومن يحذو حذوهم حيث ذهبوا إلى أنّ المعرفة تولّديّة تحصل للعباد بحسب ما يترتّب مقدّماتها من الحجّة والقياس ، أو المعرّف من الحدّ والرسم وليست من صُنع اللّه تعالى .
قال : ليضلّ . [ ص۱۶۳ ح۳ ]
أقول : اللام لتأكيد النفي ، يقال : ما كان زيد ليفعل كذا إذا بَعُدَ صدوره عنه .
قال عليه السلام : حتّى يعرّفهم . [ ص۱۶۳ ح۳ ]

1.الإسراء (۱۷) : ۱۵ .

2.كذا .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6481
صفحه از 476
پرینت  ارسال به