مجوس هذه الاُمّة » ۱ ، وإذ من البيّن أنّ المجوس ينسبون الخير إلى اللّه تعالى والشرّ إلى الشيطان ، والقدريّة كذلك كان من هذه اللفظ من هذه الطائفة .
وهذا إنّما يدلّ على أنّه لو لم يكن مورد الحديث يتأدّى على خلافه وليس كذلك حيث إنّ المرويّ عن نبيّنا وإمامنا يتأدّى على خلافه نداءً عليّاً على أنّ قول المعتزلة وفاقاً لأصحابنا الإماميّة إنّما يكون كعقل المجوس لو دلّ على أنّ مبدأ المبادي اثنان ، وليس في كلامهم ما يوجب ذلك .
ومنها ما روي عنه صلى الله عليه و آله أنّه قال : « إذا قامت القيامة ينادي منادٍ : أين خصماء اللّه تعالى ؟» ۲ .
والخصم إنّما يكون من اعترض عليه ويقول : إنّ بعض الأفعال منافٍ بعضه منه لا من يقول : إنّ كلّها من اللّه .
وأنت خبير بما يرد عليه ؛ إذ المخاصمة لا يقتضي أن يكون بهذه ؛ لجواز أن يكون بوجه آخر ، وهو أن ينسب إليه مالا يكون له تعالى كأن يقول : إنّ أفعالاً فعلها غيره تعالى باختيارهم وإرادتهم كالصلاة والزكاة والزنى والسرقة إنّما فعله اللّه تعالى مع أنّ العقل والنقل الذي هو من أقواله وأفعاله أو من أقواله صدق اللّه يدلّ على خلافه فيكون خصماء له تعالى في أنّهم لا يقبلون قوله ، ولا قول رسوله ، ويقولون خلاف ما يقوله .
قال عليه السلام : ونهى تحذيراً . [ ص۱۵۵ ح۱ ]
أقول : أي نهى العباد عن المعاصي على سبيل التحذير لا الإجبار .
قال عليه السلام : ولم يملّك مفوّضاً . [ ص۱۵۵ ح۱ ]
أقول : هذا إشارة إلى بطلان ما عليه المفوّضة من المعتزلة ، هذا في حدّ التفريط ، كما أنّ ما عليه الأشاعرة في حدّ الإفراط ، وذلك لأنّ التفويض لغةً ردّ الأمر في شيء إلى أحد وجعله حاكماً فيه ، كما أنّ الموكّل صرف الأمر في شيء إلى أحد وجعله معتمدا