357
الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)

قال عليه السلام : ومشيئتين . [ ص۱۵۱ ح۴ ]
أقول : لاخفاء في أنّ المشيّة مشيّتان : مشيّة حتم ، وهو أن لا يكون لفعل العبد واختياره مدخل فيه كإرادة مرض العبد وصحّته ؛ ومشيّة عزم ، وهي أن يكون للعبد معها اختيار وعزم.
وهذه قسمان : أحدهما بالذات ، وثانيهما بالعرض ، والأوّل مشيّته تعالى الخيرات الصادرة عن العباد مثلاً ، وثانيهما بالعرض وهو مشيّته تعالى بما يصحب الموجودات من الشرور حيث إنّها بالذات للخيرات وبما يصحبها من الشرور بالعرض بمعنى أنّه لو لم يشأ الاُولى انتفت فيلزم انتفاء الخيرات .
قال الرئيس في رسالة « من عرف سرّ القدر » بهذه العبارة : إنّ الذي يقع في هذا العالم من الشرور في الظاهر فعلى أصل الحكيم ۱ ليس بمقصود من العالم ، وإنّما الخيرات هي المقصودة والشرور أعدام ، وعند أفلاطن أنّ الجميع مقصود ومراد . انتهى ۲ .
ومراده أنّه مقصود ولو كانت الشرور بالعرض . وهذا موافق لما وجّهنا الحديث به من أنّه لا يريد القبائح بالذات ويريد الطاعات والخير بالذات .
أما الأوّل ۳ ، فهي سبع آيات :
أحدها : قوله تعالى : « سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَآءَ اللَّهُ مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ ءَابَآؤُنَا » ثمّ قال : « كَذَ لِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ » ۴ .
وهي تدلّ على ذلك بأربعة وجوه :
أوّلها : أنّه تعالى حكى صريح مذهبهم ، ثمّ ردّ عليهم بقوله : « كَذَ لِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ » .

1.في المصدر : «الحكم» .

2.رسائل الشيخ الرئيس ، ص۲۳۹ .

3.كذا . والصحيح : «الأُولى».

4.الأنعام (۶) : ۱۴۸ .


الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
356

قال عليه السلام : خرج . [ ص۱۵۰ ح۲ ]
أقول : أي وصل من النبيّ ـ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ـ إلينا .
قال عليه السلام : وشاء أن لا يسجد . [ ص۱۵۱ ح۳ ]
أقول : أي مشيّة بالعرض لا بالذات ، والمشيّة هنا بمعنى أنّه لم يتعلّق به إيجاده وتكوينه تعالى بأن يكون مرادا له وفعلاً يتعلّق به تأثيره كما الأمر في سائر المكلّفين حيث أراد منهم صدور الأفعال الواجبة والمستحبّة عنهم بإراداتهم ، وترك الأفعال القبيحة عنهم كذلك لئلاّ ينافي الاختيار ووصول الثواب والعقاب إليهم من جهتهم .
وقوله عليه السلام : «ولو شاء لسجد» أي لو تعلّقت إرادته ومشيّته به على أن يصدر عنه ويوجد منه ، لكان واجب الصدور ولا يتخلّف عنه ألبتّة كما يلوح من قوله عزّ من قائل : « إِذَآ أَرَادَ شَيْئا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ » ۱ لأنّ المراد منه الأمر التكويني الذي هو فعل وتأثيره فيما أراد من الخيرات من الجواهر والأعراض والملك والملكوت وكون الدنيا دار مثوبة وعقوبة.
وقوله عليه السلام : «وشاء أن يأكل منها» أي مشيّة بالعرض لا بالذات لكونه لازم الخيرات حيث إنّه بخروجهما عن الجنّة حصلت ذرّيّتهما وهو خيرات بالذات .
ثمّ إنّ الشيخ ميثم ۲ البحراني في شرحه الكبير لنهج البلاغة المكرّم أَوَّلَ نهي آدم وزوجته بنهي أولادهما عن قرب شجرة العصيان ، والجنّةَ برضوان اللّه ؛ لأنّ هذا أقرب من جعل النهي لتنزيه ۳ مع قوله : « وَ عَصَى ءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى » ۴ ونحو ذلك ، واللّه عالم برموز أقوال الأولياء عليهم السلام .
قال عليه السلام : وشاء أن يأكل . [ ص۱۵۱ ح۴ ]
أقول : أي مشيّة بالعرض لكونها مضى أنّه لمشيّة اللّه تعالى وإيجاده إيّاهما بالذات .

1.يس (۳۶) : ۸۲ .

2.كذا .

3.كذا . والصحيح : «للتنزيه » .

4.طه (۲۰) : ۱۲۱ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي( العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: أحمد بن زين العابدين العلوي العاملي؛ تحقیق: نعمة الله الجليلي؛ با همکاری: مسلم مهدي زاده
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6516
صفحه از 476
پرینت  ارسال به