81
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.العالِم، والجاهلُ شقيٌّ بينهما ، واللّه ُ وليُّ مَن عَرَفَه ، وعدوُّ من تكلَّفَهُ ، والعاقلُ غفورٌ ،

قوله: (وبين المرء والحكمة ۱ نعمة العالم ۲ و الجاهل شقيّ بينهما).
لعلّ المراد بكون الشيء بين المرء والحكمة كونه موصلاً للمرء إلى الحكمة وواسطة في حصولها له، كما في رواية جابر عن النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم: «بين العبد والكفر ترك الصلاة». ۳ أي ترك الصلاة موصل للعبد إلى الكفر .
والغرض أنّ ما أنعم اللّه به على العالِم من العلم والفهم والصدق على اللّه واسطة للمرء يوصله إلى الحكمة، فإنّ المرء إذا عرف حال العالم اتّبعه وأخذ منه، فيحصل له الحكمة ومعرفة الحقّ والإقرار به والعمل على وفقه . وكذا بمعرفة حال الجاهل

1. في حاشية «م»: «وبين المرء والحكمة». البين قد يكون اسما بمعنى الوصلة، مثل قولك: «رأيته غداة البين». وبمعنى الفرقة كما في «غراب البين» . قد يكون ظرفا متمكّنا . وهو هنا اسم بمعنى الوصلة، مرفوع على الابتداء. ويحتمل أن يكون ظرفا منصوبا. ويضاف «شقيّ» إلى «بينهما» على الأوّل كقوله تعالى: «وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا» لا على الثاني . ومضى معنى الحكمة في ثاني عشر الباب أنّها الفهم والعقل، يعني إنّ العالم يفرح أن يكون المرء حكيما، فيكون عالما بزمانه جازما، والجاهل يسوء أن يكون المرء حكيما. فقوله «نعمة» مضاف إلى «العالم» إضافة لاميّة . والمراد بالشقاء التعب والمشقّة، وهو ضدّ السعادة الاُخرويّة . وضمير «بينهما» للمرء والحكمة. والحاصل على الثاني أنّ في الوصلة بين المرء والحكمة نعمة للعالم؛ لالتذاذه بها ، وشقاء للجاهل لنفرته عن تلك الوصلة، فإنّه يحبّ أن يكون الناس على السفه وخلاف الحق؛ ليتيسّر له ترويج الجهلة، أو ليكون الناس مثله. ولو حمل الفقرتان السابقتان على الأمر بالتقيّة، احتمل أن يراد هاهنا أنّ المرء إذا كان عالما كان اتّصافه بالحكمة سهلاً فيتّقي، وإذا كان جاهلاً صعبت عليه الحكمة فلا يتّقي .

2. في حاشية «ل» : «نَعمة العالم» بفتح النون يعني أنّ الموصل للمرء إلى الحكمة تنعّم العالم بعلمه، فإنّه إذا رآه المرء انبعث نفسه إلى تحصيل الحكمة. أو إضافة النِعمة ـ بالكسر ـ بيانية، أي العالم الذي هو نعمة من اللّه سبحانه موصل المرء إلى الحكمة بتعليمه له إيّاها. «والجاهل شقيّ بينهما» أي له شقاوة حاصلة من بين المرء والحكمة أو التعلّم والعالم. وذلك لأنّه لا يزال يتعب نفسه إمّا بالحسد أو الحسرة على الفوت أو السعي في التحصيل مع عدم القابلية للفهم. (الوافي ، ج ۱ ، ص ۱۱۹).

3. جامع الأخبار، ص ۷۳، الفصل ۳۴ في تارك الصلاة؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۷۹، ص ۲۰۳، باب فضل الصلاة و عقاب تاركها، ح ۲، ومستدرك الوسائل، ج ۳، ص ۴۵، أبواب أعداد الفرائض ونوافلها وما يناسبها، ح ۲۹۷۸ .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
80
  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6191
صفحه از 672
پرینت  ارسال به