الميرزا رفيعا في آراء الآخرين
كلّ من كتب عن شخصيّة الميرزا رفيعا أثنى عليه ، ووصفه بالفضل والتبحّر في العلوم الإسلاميّة، وذكره بالرجاحة وسموّ الفكر . قال عنه معاصر صاحب قصص الخاقاني ، ما يلي:
نابغة علماء وفضلاء العصر ، سماحة صاحب الجلالة ، شارح نصّ الكلام الإلهي ، قنطرة بحر الحكمة ، قطب الفلك الأعظم للقدرة ، سالك طريق الشرع المبين ، الحاظي بعناية
خير المرسلين ، البحر الزخّار لعالم العلم ، الجبل الشامخ في عالم الحِلم ، الحاوي للفروع والأُصول ، جامع المعقول والمنقول ، كاشف الأسرار الباطنية ، سماحة الميرزا محمّد رفيعا الطباطبائي النائيني ، الذي دوّى صيت معرفته الشاملة لكلّ الآفاق في أجواء الفلك الأعظم ، حتّى أنّ أيّا من ذوي المعرفة لم يسمع نظيرا له من أحد آخر سوى همهمات أحاديث كمال صاحب الإقبال السامي ذاك . إذ أنّ فطنة فكره امتدّت في رحاب ملك الحقيقة ، حتّى أنّ بوارق لمحات بني الإنسان مهما عجلت الجري في أقطار الحكمة تبقى عاجزة عن اللحاق بركب معرفته. ۱
ووصفه صاحب جامع الرواة بقوله :
رفيع الدين محمّد بن حيدر الحسيني الحسني الطباطبائي النائيني ، فريد عصره ، وحيد دهره ، قدوة المحقّقين ، سيّد الحكماء المتألّهين ، برهان أعاظم المتكلّمين ، وأمره في جلالة قدره ، وعظم شأنه ، وسموّ رتبته وتبحّره في العلوم العقليّة ، ودقّة نظره ، وإصابة رأيه وحدسه ، وثقته وأمانته وعدالته أشهر من أن يذكر ، وفوق ما يحوم حوله العبارة. ۲
وذكره العلاّمة المجلسي في إجازاته أصدرها للحاجّ محمّد الأدربيلي ، ومحمّد باقر بن أمير علي رضا ، ومحمّد فاضل المشهدي محمّد المقيم ، والسيّد نعمة اللّه الجزائري ، واصفا إيّاه بأنّه ثالث مشايخه ، قائلاً فيه ما يلي :
سيّد الحكماء المتألهين ، قدوة الحكماء المتألّهين ، السيّد السند ، الأمير رفيع الدين محمّد بن الأمير حيدر الحسيني الحسني الطباطبائي ، النائيني. ۳
وقال عنه الأمير محمّد صالح خاتون آبادي في كتاب حدائق المقرّبين :
كانت للميرزا رفيعا أصالة رأي وقوّة فكر ، خاصّة في التحقيق والتدقيق ، بين سائر أفاضل عصره. ۴
واعتبر المحدّث النوري في كتابه الموسوم بالفيض القدسي في ترجمة العلاّمة المجلسي الميرزا رفيعا في عداد أساتذة المجلسي ، واصفا إيّاه بالعباراة التالية:
سيّد الحكماء والمتألّهين ، وقدوة المحقّقين والمدقّقين ، السيّد النحرير الأفخم ، علاّمة زمانه ، الأمير رفيع الدين محمّد بن حيدر الحسيني الحسني الطباطبائي النائيني. ۵
وذكره المحدّث القمي في الفوائد الرضوية على النحو التالي :
قدوة المحقّقين والمدقّقين ، سيّد الحكماء والمتكلّمين والمتألّهين ، النحرير الأفخم ، استاذ العلاّمة المجلسي. ۶
واعتبره الاستاذ الشهيد مرتضى المطهري في عداد الطبقة الثانية والعشرين من فلاسفة وحكماء ايران ، وقال فيه ما يلي:
هذه الطبقة من تلاميذ الشيخ البهائي والمير داماد والأمير الفندرسكي ، يعدّ رفيع الدين محمّد بن حيدر الحسيني الطباطبائي النائيني المعروف بالميرزا رفيعا الذي كان تلميذا للشيخ البهائي والأمير الفندرسكي ، من السادات الطباطبائيين في نائين وزوارة واردستان . والمرحوم الميرزا جلوه الفيلسوف المعروف في العهد القاجاري والمتوفّى عام ۱۳۱۴ه من أولاده وأحفاده ، له رسالة في أقسام التشكيك ، وقد حظيت هذه الرسالة باهتمام المتأخّرين ، وله تعليقات على شرح الاشارات للخواجة ، وشرح حكمة العين للشريف الجرجاني . وكتب رسالة في حلّ شبهة الاستلزام المعروضة في الكتب الفلسفية . ۷
أساتذته
كلّ واحد من أساتذة هذا العالم البارع يعدّ بحدّ ذاته كوكبا لامعا في سماء العلم والتقوى . وقد تكامل هو في مدرسة أمثال هولاء المشاهير في العلوم العقلية والنقلية .
ليست لدينا معلومات عن أساتذته في زوارة ونائين . وقد أفاض عليه العلاّمة الشيخ البهائي العالم المعروف في العهد الصفوي بدفقات من فيض فكره الواسع عندما كان يدرس على يده حتّى أنّه ينقل في بعض آثاره أحاديث عنه (أي عن الشيخ البهائي) . ودرس علم الفقه على يد العالم المتبحّر المير داماد . ۸
وكانت للمولى عبداللّه الشوشتري همّة عالية في تربيته العلمية . وكان هذا الفقيه الزاهد والمحدّث الورع على درجة من جلالة القدر بحيث أنّ المجلسي الأوّل كتب عند شرح مشيخته في الفقه ، في ترجمته ما يلي :
شيخنا وشيخ الطائفة الامامية في عصره ، العلاّمة المحقّق المدقّق ، الزاهد العابد الورع ، أكثر فوائد هذا الكتاب من إفاداته. ۹
ومن أساتذة الميرزا رفيعا أيضا العارف الكبير وفيلسوف الإمامية ، الأمير أبو القاسم الفندرسكي الذي كانت له مرتبة سامية ومقاما رفيعا في مسلك العرفان . وقد كان الميرزا رفيعا قد درس على يده كتاب القانون في الشفاء لابن سينا . وكان لأفكار الأمير الفندرسكي العرفانيّة تأثير بالغ في صياغة شخصيّته المعنويّة.
1. قصص خاقانى ، ج ۲ ، ص ۳۴ .
2. جامع الرواة ، ج ۱ ، ص ۳۲۱ .
3. اجازات الحديث ، ص ۱۲۲ ، ۱۷۴ ، ۱۸۶ ، ۲۳۹ ، ۲۷۴ ، ۲۹۹ .
4. نقلاً عن كتاب علامه مجلسى بزرگ مرد علم و دين ، ص ۸۵ .
5. بحار الأنوار ، ج ۱۰۵ ؛ الفيض القدسي ، ص ۷۷ .
6. الفوائد الرضوية ، ص ۱۸۳ ، ۵۳۱ .
7. خدمات متقابل اسلام و ايران ، ص ۵۸۶ .
8. زندگى نامه علامه مجلسى (حياة العلاّمة المجلسي) ، ج ۱ ، ص ۲۷۴ .
9. أمل الآمل ، ج ۲ ، ص ۳۰۹ .