75
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.ومُبْصِرُه ومفتاحُ أمرِه ، فإذا كانَ تأييدُ عقلِه من النور كانَ عالما ، حافظا ، ذاكرا ، فَطِنا ، فَهِما ، فعَلِمَ بذلك كيف ولِمَ وحَيْثُ ، وعَرَفَ مَن نَصَحَه ومَن غَشَّه ، فإذا عَرَفَ ذلك عَرَفَ مَجْراه ومَوْصولَه ومَفْصولَه ، وأخلَصَ الوحدانيّةَ للّه ، والإقرارَ بالطاعة ، فإذا فَعَلَ ذلك كانَ مُستدركا لما فاتَ ، وواردا على ما هوآتٍ ، يَعْرِفُ ما هو فيه ، ولأيّ شيء هو هاهنا ، ومن أين يَأتيه ، وإلى ما هو صائرٌ ؛ وذلك كلُّه من تأييدِ العقلِ» .

۲۴.عليُّ بن محمّد ، عن سَهل بن زياد ، عن إسماعيل بن مِهران ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«العقلُ دليلُ المؤمِن» .

۲۵.الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن حمّاد بن عثمان ، عن السَّرِيِّ بن خالد، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال:«قالَ رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله : يا عليُّ، لا فَقْرَ أشدُّ من الجَهْل،

ويمكن أن يكون بالنظر إلى النوع، فلو لا العقل لما بقي النوع، لأنّ الغرض من إيجاد الإنسان المعرفة التي لا تحصيل إلاّ بالعقل (والعقل) يحصل أو ينشأ (منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم) وهذا إلى قوله: «فإذا كان تأييد عقله» كالدليل لسابقه.
قوله: (فإذا كان تأييد عقله من النور) أي إذا كان تقوية عقله ـ أي الحالة التي للنفس باعتبار الاتّصال والارتباط بالجوهر المفارق المخلوق أوّلاً ـ مِن النور، أيذلك المخلوقِ الأوّل الذيذكر سابقا أنّه خلقه من نوره، وذلك التأييد بكمال إشراقه عليها.
ولعلّ المراد أنّه إذا كان عقله متقوّيا ۱ بذلك الإشراق، كان جامعا لهذه الصفات بكمالها ولو لم يتعلّم، وإذا كان غير متأيّد به، كان له بعضها أو بعض المراتب منها، ويبلغ بالتعلّم والاكتساب إلى الكمال المتيسّر له.
قوله: (لا فقر أشدّ من الجهل) لأنّ الجاهل فاقد ما يوصل إلى المنافع، ويكون دليلاً على معرفتها و اختيارها واقتنائها، بل جهله يوصله إلى المضارّ والمَناقص، ويوجب اختيارها.

1. في «ل»: «متقوّما» .


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
74

۰.قامَ قائمُنا وَضَعَ اللّه ُ يَدَهُ على رؤوس العباد ، فجَمَعَ بها عقولَهم وكَمَلَتْ به أحلامُهم» .

۲۲.عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمانَ ، عن عليّ بن إبراهيم ، عن عبداللّه بن سنان ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«حجّةُ اللّه ِ على العِباد النبيُّ ، والحجّةُ فيما بين العباد وبين اللّه العقلُ» .

۲۳.عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّدٍ مُرسلاً ، قال :قال أبو عبداللّه عليه السلام : «دِعامةُ الإنسانِ العقلُ ، والعقلُ منه الفِطْنَةُ والفهمُ والحفظُ والعلمُ ؛ وبالعقل يَكْمُلُ ، وهو دليلُه

وقوله: (وكملت به أحلامهم) تأسيسٌ على الأوّل، تأكيدٌ على الثاني .
قوله: (حجّة اللّه ۱ على العباد النبيّ صلى الله عليه و آله ). أي الحجّة الموصلة للعباد إلى السعادة والنجاة بعد الاعتقاد بإلهيّته تعالى هو النبيّ صلى الله عليه و آله ، والحجّة فيما بين العباد وبين اللّه الموصلة للعباد إلى معرفة اللّه تعالى والتصديق به هو العقل .
ويحتمل أن يكون المراد أنّ حجّة اللّه على العباد ـ أي ما يقطع به عذرهم فيبكُتهم ۲ ـ اللطفُ بهم بإرسال النبيّ، والمتوسَّط في الإيصال إلى معرفته تعالى ومعرفة الرسول، والطريق إلى المعرفة بين العباد و بين اللّه تعالى هو العقل، ويناسب هذا إيراد لفظة «على» أوّلاً ، وتركها ثانيا .
قوله: (دعامة الإنسان العقل ...).
الدِعامة ـ بكسر الدال ـ عماد البيت، والخشبُ المنصوب للتعريش، والمراد أنّ قيام أمر الإنسان ونظام حاله بالعقل، فكلّ من لم يكن عاقلاً يكون ساقطا غيرَ منتظم الأحوال.

1. في حاشية «ل»: يعني ما يقطع به عذرهم في تركهم لما به يتوصّلون إلى سعادتهم وفيه نجاتهم هو النبيّ بعد تصديقهم باللّه سبحانه، وما يقطع به عذرهم في تركهم لمعرفة اللّه سبحانه والتصديق به قبل ذلك هو العقل، ولمّا كانت الحجّة في الأوّل موصلة لهم إلى شيء آخر غير اللّه ـ أعني سعادتهم ـ وكانوا معتقدين لإلهيّته سبحانه، أضافَ الحجّة إلى اللّه وأورد لفظة «على». ولمّا كانت في الثانية موصلة لهم إليه تعالى وكانوا غير معتقدين بعد لإلهيّته، وهي قد تكون حجّة [ لهم وقد تكون حجّة] عليهم لاختلاف مراتب عقولهم، قال «فيما بينهم وبين اللّه ». الوافي، ج ۱، ص ۱۱۳ .

2. بكته: غلبه بالحجّة. الصحاح، ج ۱، ص ۲۴۴ (بكت).

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 6285
صفحه از 672
پرینت  ارسال به