627
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة عليهم السلام

۱.عدَّة من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سُوَيدٍ ، عن أيّوبَ بن الحرّ وعِمْرانَ بن عليّ ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :«نحنُ الراسخون في العلم ، ونحن نَعلَمُ تأويلَه».

۲.عليُّ بن محمّد، عن عبد اللّه بن عليّ ، عن إبراهيمَ بن إسحاقَ ، عن عبد اللّه بن حمّاد ، عن بُرَيدِ بن معاويةَ ، عن أحدهما عليهم السلامفي قول اللّه عزّ وجلّ « وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُو إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّ سِخُونَ فِى الْعِلْمِ » فرسولُ اللّه صلى الله عليه و آله أفضلُ الراسخينَ في العلم ، قد عَلَّمَه اللّه ُ ـ عزّ وجلّ ـ جميعَ ما أنْزَلَ عليه من التنزيل والتأويل ، وما كانَ اللّه ُ ليُنْزِلَ عليه شيئا لم يُعَلِّمْهُ تأويلَه ، وأوصياؤُه من بعده يَعْلَمونَه كلَّه ، والّذين لا يعلمونَ تأويلَه إذا قالَ العالمُ فيهم بعلم ، فأجابَهم اللّه بقوله : « يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِى كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا » والقرآنُ خاصٌّ وعامٌّ

باب أنّ الراسخين في العلم هم الأئمّة

قوله: (فرسول اللّه صلى الله عليه و آله أفضل الراسخين في العلم...).
ما في الحديث الذي قبله يدلّ على أنّ قوله: «الراسخون في العلم» معطوف على المستثنى وداخل في حكمه، وبيّنه وأيّده بأنّ رسول اللّه أفضل في العلم داخل في قوله: «الراسخون في العلم» قد علّمه اللّه تعالى جميع ما أنزل عليه: تنزيلَه وتأويله، وما كان اللّه ليُنزل على رسول اللّه شيئا لم يعلّمه تأويله؛ لعلوّ درجته وقربه من رحمته وفضله حسب لا حاجب عن الإفاضة، ولا مانع عن القبول والاستفاضة (وأوصياؤه من بعده يعلمونه كلّه) لكونهم أبواب علمه وخزّانه.
ثمّ فسّر قوله تعالى: « يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِى كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا » ۱ وقال: (والذين لا يعلمون تأويله) أي من اُولي الألباب (وإذا قال العالم فيهم) أي في جوابهم ( بعلم ، فأجابهم اللّه تعالى ) أي فكان جوابه لهم جوابا من اللّه (بقوله) وعلى لسانه « يَقُولُونَ

1. آل عمران (۳): ۷.


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
626

۰.نحنُ الّذين يعلمونَ ، والّذين لا يعلمونَ عَدُوُّنا ، وشيعتُنا اُولو الألباب».

۲.عدَّة من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سُوَيدٍ ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله عزّ وجلّ : « هَلْ يَسْتَوِى الَّذِينَ يعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الْأَلْبَـبِ » قال : «نحنُ الّذين يعلمون ، وعَدُوُّنا الّذين لا يعلمون ، وشيعتنا اُولو الألباب».

والتنبية على عدم مساواة الذين لا يعلمون لهم ـ الأئمّةُ عليهم السلام من عترته، فإنّ المقصود من هذا البيان الدلالة على أنّ العالم أفضل وأحقّ أن يُتّبع من الجاهل؛ لأنّ مناط النجاة المعرفة والعلم والعمل بمقتضاه؛ لئلاّ ترك العلم مذلّلاً مخذولاً، ويتبع الجاهل منصورا، فيأزر العدل والهداية، ويظهر الظلم والضلال . وما يَحِقُّ باسم العلم في جميع ما يجب معرفته وتحصيله هو المرتبة التي للأنبياء وأوصيائهم، وما دونه لا يكون مستكملاً غير مشوب بمقتضيه إلاّ في قليل من العقليّاتِ الصرفة للنفوس الذكيّة التالية لمرتبة العصمة . فالحقيق بأن يعبّر عنه بالعالم على إطلاقه هو المنتظم في سلسلتهم، المنسلك في سلك عصمتهم. وكذا الحقيق بأن يطلق له الجهل وينفى العلم عنه هو الجاهل الكامل الجهلِ بإنكار العالم الربّاني، وادّعاء العلم ومرتبته لنفسه وعدم جهله علما وكمالاً لنفسه، وحسبان علم العالم شبهةً مشتبهةً عليه كجهالاته المتشابهة، وما بينهما ـ من المتوسّطين بين كمال الجهل وكمال العلم ـ منهم اُولو الألباب والعقول الذين يهتدون بنور أنفسهم وعقولهم إلى معرفة العدل من الظلم، ومقتضياتِ العقول عن مقتضيات أهوية الأنفس ومشتهيا إليها، وهم المناسبون للعلماء، المتمسّكون بولايتهم . ومنهم نواقص العقول المشعوف قلوبهم بحسب ما اشتبهته الأنفس ما بأهويتهم، المتجدّبون إلى ظلمات الجهل، وابتغاء الفتنة والولوع في شبهاتها، وهمالمناسبون للجهلة المردة ، المتّبعون لهم ومن أوليائهم؛ فالمتذكّرون المتّفقون بهذا البيان والتنبيه الذين هم اُولوالألباب.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5788
صفحه از 672
پرینت  ارسال به