۰.يا إبراهيمُ إنّي جاعلك للناس إماما ، فمن عِظَمِها في عين إبراهيم عليه السلام قال : يا رَبِّ ومن ذرّيّتي ، قال : لا ينال عهدي الظالمين» .
باب الفرق بين الرسول والنبيّ والمحدَّث
۱.عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد، عن أحمدَ بن محمّد بن أبي نصر ، عن ثَعلَبَةَ بن ميمون ، عن زرارةَ ، قالَ :سألتُ أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : « وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيًّا » ما الرسولُ؟ وما النبيُّ؟ قال : «النبيُّ الّذي يَرى في منامه ويَسمعُ الصوتَ ولا يُعايِنُ الملكَ ، والرسولُ : الّذي يَسمعُ الصوتَ ويَرى في المنام ويُعايِنُ الملك» . قلتُ : الإمامُ ما مَنزِلَتُه؟ قال : «يَسمعُ الصوتَ ولا يَرى ولا يُعايِنُ الملكَ» ثمّ تلا هذه الآية : « وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَ لاَ نَبِىٍّ » ولا محدَّث .
اجتماعها فيه امتنانا وبشارة: « إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا » .
وفيه دلالة على عِظَمها فمن عظمها في نظر إبراهيم عليه السلام ؛ حيث رأى أنّه مَنَّ اللّه بها عليه بعد هذه المراتب، طلَبَ إدخالَ ذرّيّته في هذه العطيّة، وجَعْلَها باقيةً في ذرّيّته، فأجابه بأنّ عهد اللّه تعالى لا يليق الظالم بنيله ولا يناله، ودلَّ بمنطوقه على حرمان الظالمين، وبمفهومه على كون الإمامة في غيرهم من ذرّيّته إلى يوم الدين.
باب الفرق بين الرسول والنبيّ والمحدَّث
قوله: (ولا يعاين الملك) أي لا يعاينه حين سماع صوته، فلا ينافيه ما في مكاتبة المعروفي من قول الرضا عليه السلام : «وربما رأى الشخص ولم يسمع».
وقوله: (ثمّ تلا هذه الآية: «وَ مَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَ لاَ نَبِىٍّ» ولا محدَّث) ۱ يحتمل أن يكون قوله: «ولا نبيّ ولا محدّث» موردا على أنّه من القراآت غير المشهورة التي لم تتواتر، بناءً على أنّ للقرآن قراآتٍ مختلفةً كلُّها منزلة