541
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۲.محمّد بن الحسن ، عمّن ذكره ، عن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن سنان ، عن زيد الشحّام ، قالَ :سمعتُ أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : «إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ اتَّخَذَ إبراهيمَ عبدا قبل أن يتّخذه نبيّا ، وإنّ اللّه اتّخذه نبيّا قبل أن يتّخذه رسولاً وإنّ اللّه اتّخذه رسولاً قبل أن يتّخذه خليلاً ، وإنَّ اللّه اتَّخَذَه خليلاً قبل أن يَجْعَلَه إماما ، فلمّا جَمَعَ له الأشياء قال : « إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا » قال : فمن عِظَمِها في عين إبراهيمَ قالَ : « قَالَ وَ مِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّــلِمِينَ » قال : لا يكونُ السفيه إمامَ التقيّ».

۳.عدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد، عن محمّد بن يحيى الخَثْعَميّ ، عن هشام، عن ابن أبي يعفور ، قال :سمعتُ أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : «سادةُ النبيّينَ والمرسلينَ خمسةٌ ، وهم اُولوالعزم من الرُّسل ، وعليهم دارَتِ الرحى : نوحٌ ، وإبراهيمُ ، وموسى ، وعيسى ، ومحمّدٌ صلّى اللّه عليه وآله وعلى جميع الأنبياء».

۴.عليُّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن إسحاق بن عبدالعزيز أبي السفاتج ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام قال :سمعتُه يقول : «إنَّ اللّه اتَّخَذَ إبراهيمَ عبدا قبل أن يَتَّخِذَه نبيّا ، واتَّخَذَه نبيّا قبل أن يَتَّخِذَه رسولاً ، واتَّخَذَه رسولاً قبل أن يَتَّخِذَه خليلاً ، واتَّخَذَه خليلاً قبل أن يَتَّخِذَه إماما ، فلمّا جَمَعَ له هذه الأشياء ـ وقَبَضَ يَدَه ـ قال له :

يصحّ إدخالهم في العهد؛ فإنّ من ذرّيّته من يعبد الصنم والوثن.
قوله: (لا يكون السفيه إمامَ التقيّ).
هذا تفسير لنفي إمامة الظالم بحمل الظلم على السفاهة، سواء كان بفقدان العقائد الحقّة واختيار الباطل وهم الظلمة على أنفسهم، أو بارتكاب القبائح الشنيعة وهم الظلمة على أنفسهم، أو على غيرهم، أو بيان لسببه، أو لما يترتّب عليه.
وفيه دلالة على عموم الإمامة بالنسبة إلى كلّ الناس، كما هو الظاهر من قوله تعالى: « إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا » ۱ .
قوله: (وقبض يده) أي أخذ كلَّها وحصلت له واستقرّت في يده، قال له بعد

1. البقرة (۲): ۱۲۴.


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
540

۰.ونبيٌّ يَرى في منامه ويَسمعُ الصوتَ ويُعايِنُ المَلَكَ ، وقد اُرسِلَ إلى طائفة قَلّوا أو كَثُروا ، كيونس قال اللّه ليونس : « وَ أَرْسَلْنَـهُ إِلَى مِاْئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ » قال : يزيدونَ ثلاثينَ ألفا وعليه إمامٌ ، والّذي يَرى في نومه ويَسمعُ الصوتَ ويُعاينُ في اليَقَظَة وهو إمامٌ مثلُ اُولي العزم ، وقد كانَ إبراهيم عليه السلام نبيّا وليس بإمام حتّى قالَ اللّه : « إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَ مِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّــلِمِينَ » مَن عَبَدَ صنما أو وَثَنا لا يكون إماما».

ورابعها: الذي يرى في النوم ويسمع الصوت ويعاين الملك في اليقظة وهو إمام للناس، مثل اُولي العزم.
ويدلّ ذلك على أنّ اُولي العزم كلَّهم إمام للناس، وأنّ كلّ من يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة رسولٌ مرسلٌ من اللّه تعالى إلى الناس وهو إمامهم، أو إلى طائفة منهم، وعليه إمام، وأنّ الذي من الطبقة الاُولى أو الثانية لم يُبعث إلى أحد إنّما حكم إنبائه لنفسه، وعليه امام.
وقوله: (من عبد صنما أو وثنا لم يكن إماما) تفسير لقوله تعالى: « لاَ يَنَالُ عَهْدِى الظَّــلِمِينَ » ۱ أو متفرّع مترتّب عليه، وهذا أنسبُ بما سيجيء في حديث زيد.
وعلى الأوّل فالمراد بالظلم الكفر والشرك، وبالعهد الإمامةُ. وعلى الثاني فالظلم على عمومه، والعهد شامل للإمامة وما في حكمها وإن كان المقصود بيانَ حكم الإمامة. وعلى التقديرين ففيه دلالة على أنّ المراد بالظالم من ظلم وسبق ظلمه؛ حيث قال: «من عبد صنما» ولم يقل: «من يعبد» ولم يدخل الفاء في الخبر دلالة على عدم إرادة معنى الشرط. وأيضا فما كان الخليل عليه السلام يسأل الإمامة ويريدها للظالم حين ظُلْمه، إنّما يدخل في سؤاله الذي سبق ظلمه وهو غير متلبّس به، فأجاب بإخراج مَن ظلم وسبق منه الظلم.
ويحتمل أن يكون مراد الخليل عليه السلام أخذَ العهد لذرّيّته بالإمامة في ضمن عهد إمامته، والجواب مَن يفعل منهم ظلما لا يناله عهدُ الإمامة فذرّيّته على العموم لا

1. البقرة (۲): ۱۲۴.

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5840
صفحه از 672
پرینت  ارسال به