539
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.فحَجَجْتُ فحَدَّثْتُ أبا عبد اللّه عليه السلام بمقالةِ زيدٍ وما قلتُ له ، فقال لي : «أخَذْتَه من بين يديه ومن خَلْفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدميه ، ولم تَتْرُكْ له مسلكا يَسلُكُه» .

باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة عليهم السلام

۱.محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد، عن أبي يحيى الواسطيَّ ، عن هشام بن سالم ؛ ودُرُسْتَ بن أبي منصور ، عنه قالَ :قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «الأنبياء والمرسَلون على أربع طبقاتٍ : فنبيٌّ مُنَبَّأٌ في نفسه لا يَعدو غيرَها ، ونبيٌّ يَرى في النوم ويَسمعُ الصوتَ ولا يُعاينه في اليقظة ، ولم يُبْعَثْ إلى أحد وعليه إمامٌ مثلُ ما كانَ إبراهيم على لوط عليهماالسلام ،

مرضيّا عند أبي عبداللّه عليه السلام وأنّه لم يكن يريد المجاهدة طلبا للرئاسة والإمامة لنفسه.
وأمّا قول أبي عبداللّه عليه السلام للأحول: (أخذته من بين يديه) كقوله فيه في الحديث السابق خطابا لقيس الماصر: «أنت والأحول فقارّان ۱ حاذقان» ولم تكن المصلحة مقتضيةً لغير ذلك حينئذٍ فلم يزده بيانا.

باب طبقات الأنبياء والرسل والأئمّة عليهم السلام

قوله: (فَنـَبِيٌّ مُنَبَّأٌ في نفسه لا يعدو غيرَها) وهو الذي يرى في النوم، وهذا هو إنباؤه في نفسه، لا يتجاوز من نفسه لا بسماع صوت، أو معاينة في اليقظة، ولا ببعثته إلى أحد. (ونبيّ يرى في النوم) ويتجاوز منه إلى سماع الصوت في اليقظة ولا يعاين الشخص فيها (ولم يُبعث إلى أحد، وعليه إمام كما كان إبراهيم عليه السلام على لوط عليه السلام ) وهذا هو الثاني من الطبقات الأربع.
وثالثها: الجامع بين الرؤية في النوم وسماع الصوت ومعاينة الملك في اليقظة والرسالة إلى طائفة، قلّوا أو كثروا، وعليه إمام كيونس عليه السلام .

1. في «ل»: «قفّازان».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
538

۰.قالَ : فقالَ لي : يا أبا جعفر ، كنتُ أجلِسُ مع أبي على الخِوان فيُلْقِمُني البَضْعَةَ السمينةَ ويُبَرِّدُ لي اللّقمةَ الحارَّةَ حتّى تَبرُدَ ، شَفقَةً عَلَيَّ ، ولم يُشْفِقْ عَلَيَّ من حَرِّ النار ، إذا أخْبَرَك بالدين ولم يُخْبِرْني به، فقلت له : جُعِلْتُ فِداك من شَفَقَتِه عليك من حرّ النار لم يُخبِرْك ، خافَ عليك أن لا تَقْبَلَه فتَدْخُلَ النارَ ، وأخْبَرَني أنا ، فإن قبلتُ نجوتُ ، وإن لم أقْبَلْ لم يُبالِ أن أدخُلَ النارَ ، ثمَّ قلتُ له : جُعلتُ فداك ، أنتم أفضلُ أم الأنبياء؟ قال : بل الأنبياء ، قلتُ : يقولُ يعقوبُ ليوسف : « يَـبُنَىَّ لاَ تَقْصُصْ رُءْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا » لِمَ لَمْ يُخْبِرْهم حتّى كانوا لا يَكيدونَه ، ولكن كتَمهم ذلك ، فكذا أبوك كتَمك لأنّه خافَ عليك ، قال : فقال : أما واللّه ، لئن قلتَ ذلك لقد حدَّثني صاحبُك بالمدينة أنّي اُقْتَلُ واُصْلَبُ بالكناسة ، وأنّ عنده لصحيفةً فيها قتلي وصَلْبي .

إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا » ۱ فكما كتمهم [ذلك] مخافةَ أن يكيدوا له، فكذا أبوك كتمك [ذلك ]مخافة مخالفتك.
ولمّا كان بناء كلام الأحول على ظنّه بزيد أنّه غير مقرٍّ بالإمامة وغيرُ عارف بإمامه، ولم يكن ۲
المصلحة في إظهار حاله والتصريحِ ببطلان ظنّه ومقاله، أضرب عن التعرّض لجوابه كأنّه لا يليق بالجواب؛ لعدم تنبّهه لما يندرج في طيّ الخطاب، وقال تنبيها له على أنّ مجاهدته ليس لنيل الرئاسة، ولا لجهله بالإمامة كما ظنّه، بل لأمرٍ آخر: (واللّه لئن ۳ قلت ذلك) وظننت بي ما ظننت (فلقد حدّثني صاحبك) الذي هو الحجّة (بالمدينة) وأنا أواليه وآخذ عنه (أنّي أُقتل وأُصلب بالكناسة، وأنّ عنده لصحيفةً فيها قتلي وصَلبي).
والغرض أنّه يَعلم من قول مَن لا شكّ ۴ في صدقه مصيرَ أمره، وإنّما يريد المجاهدة لما يجوز له بمراضاة من الحجّة ومَشُورة.
وإنّما حملنا هذا الحديث على ما حملناه لما صحّ بروايات معتبرة كونُ زيد

1. يوسف (۱۲): ۵.

2. في «ل»: «لم تكن».

3. في «ل»: «إن».

4. في «ل»: «يشكّ».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    سایر پدیدآورندگان :
    تالیف: رفيع الدين محمد بن حيدر النائيني ؛ تحقیق: محمّد حسين الدّرايتي؛ با همکاری: نعمة الله الجليلي
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 5711
صفحه از 672
پرینت  ارسال به