كتاب الحجّة
باب الاضطرار إلى الحجّة
[قال أبو جعفر محمّد بن يعقوب الكلينيّ مصنّف هذا الكتاب رحمه الله : حدَّثنا]
۱.عليُّ بن إبراهيمَ ، عن أبيه ، عن العبّاس بن عَمْرٍو الفُقَيْمِيّ ، عن هشام بن الحَكَم ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال للزنديق الذي سألَه :من أين أثْبَتَّ الأنبياءَ والرُّسُلَ ؟ قال : «إنّا لمّا أثْبَتْنا أنَّ لنا خالِقا صانِعا مُتعاليا عنّا وعن جميع ما خَلَقَ ، وكانَ ذلك الصانعُ حكيما متعاليا لم
كتاب الحجّة
باب الاضطرار إلى الحجّة
قوله: (إنّا لمّا أثبتنا أنّ لنا خالقا...).
تقرير هذا الاستدلال: أنّ ما ثبت من صفات المبدأ الأوّل القديم يدلّ على أنّه لا يجوز عليه أن يشاهده خلقُه ويلامسوه ويطّلعوا عليه ويصلَ منه إليهم بلا واسطة ما يطّلعون به على ما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم؛ لكمال تقدّسه وتجرّده وتعاليه عن وصول المدارك الحسّيّة الجسمانيّة إلى إدراكه، وانغمار نفوس أكثر عباده في القوى الجسمانيّة، وعدم قابليّتهم لأن يُفاض عليهم من ذلك الجانب العلمُ بما فيه صلاحُهم،