۰.ولا بائنٌ منها ، ظاهرٌ لا بتأويل المباشَرَة ، مُتَجَلٍّ لا باستهلال رُؤيةٍ ، ناءٍ لا بمَسافَةٍ ، قريبٌ لا بمُداناةٍ ، لطيف لا بتَجَسُّمٍ ، موجودٌ لا بَعْدَ عَدَمٍ ، فاعلٌ لا باضطرارٍ ، مُقَدِّرٌ لا بحَرَكَةٍ ، مُريدٌ لا بهَمامَةٍ ، سميعٌ لا بآلةٍ ، بصيرٌ لا بأداةٍ ، لا تَحويه الأماكنُ ، ولا تَضْمَنهُ الأوقاتُ ، ولا تَحُدُّهُ الصفاتُ ، ولا تأخُذُه السِّناتُ ، سَبَقَ الأَوقاتَ كونُه ، والعدمَ وجودُه ، والابتداءَ أزلُه ، بِتَشْعيره المشاعرَ عُرِفَ أن لا مَشعرَ له ، وبتجهيره الجواهرَ عُرِفَ أن لا جوهَرَ له ، وبمُضادَّتِه بين
الواسطة بين الشيئين يحصل بها الارتباط بينهما باستعمال من الفاعل أو لا باستعماله.
وقوله: (لا تحويه الأماكن) ناظر إلى أوّل كلامه إلى قوله: «بتجسّم».
وقوله: (ولا تضمّه ۱ الأوقات) ناظر إلى قوله: «موجود لا بعد عدم».
وقوله: (ولا تحدّه الصفات) ناظر إلى قوله: «فاعل باضطرار» إلى قوله: «مريد لا بهمامة» فإنّ مَنْ قدرته ذاتيّة، لا صفة ۲ زائدة، لا يمكن خروجه بالغير عن القدرة إلى العجز والاضطرار، وكذا التقدير والإرادة لا بصفة زائدة، لا يحتاج إلى خارج من ذاته.
وقوله: (ولا تأخذه السنات) ناظر إلى قوله: «سميع لا بآلة، بصير لا بأداة»؛ فإنّ السِنَة ـ وهي أوّل النوم المبطل لفعل الحاسّتين ـ إنّما تصحّ في السميع والبصير بالسمع والبصر الزائدين المدرِكين بآلة وأداة، دون السميع والبصير لذاته.
وقوله: (سبق الأوقاتَ كونُه) كالدليل على قوله: «ولا تضمّه الأوقات» فإنّ ما وجوده علّة للوقت، والوقتُ مخلوقه يتعالى عن أن يُحيط به الوقتُ، وكيف يحيط المخلوق بخالقه ؟!
وكذا قوله: (والعدمَ وجودُه والابتداءَ أزلُهُ) لقوله: «ولا تحدّه الصفات» فإنّ السابق بوجوده على العدم والإمكان في ذاته وصفاته الحقيقيّة يتعالى عن التحدّد بالصفات الزائدة.
وقوله: (بتشعيره المشاعرَ عُرِفَ أن لا مشعر له) أي بإيجادها وإفاضة وجوداتها